شهدت الدراما المصرية خلال عام 2013 ظواهر غير مسبوقة على صعد كثيرة، على رغم قلة الإنتاج مقارنة بالأعوام الماضية، بسبب العديد من الأزمات الإنتاجية التي تأثرت سلباً بالأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة. وتفاءل كثر بتدشين مواسم جديدة، بعيداً من موسم رمضان الوحيد، مع بداية عرض مسلسل «في غمضة عين» لأنغام وداليا البحيري ومن إخراج سميح النقاش، حصرياً على شاشة « m b c مصر» في كانون الثاني (يناير) الماضي، إلا أن هذا التفاؤل تراجع مجدداً في ظل إصرار أهل الدراما على إلقاء كل إنتاجهم وسط زحام درامي وبرامجي وإعلاني خلال شهر رمضان الكريم. وكان من أبرز الظواهر الدرامية في 2013 اقتصار دراما السير الذاتية التي كانت لها الغلبة في العقد الأخير على مسلسل «أهل الهوى» لفاروق الفيشاوي، وتناول قصة حياة بيرم التونسي، كما تراجعت الدراما الدينية والتاريخية في صورة غير مسبوقة، رغم أن الجميع كان يتوقع ازدهارها، نتيجة تولي جماعة الإخوان المسلمين سدة الحكم في مصر خلال العام الماضي، واقتصرت هذه الأعمال على مسلسل وحيد لم ينل حظه من العرض وهو « خيبر» للمؤلف يسري الجندي والمخرج محمد عزيزية. ابتعاد وابتعد عدد من الفنانين والفنانات الذين كانوا حاضرين في شكل دائم أو متقطع طوال السنوات الماضية ومن هؤلاء يحيي الفخراني ومحمود ياسين وسميرة أحمد ومحمود عبد العزيز ونادية الجندي ونبيلة عبيد وشريف منير وهاني رمزي وهشام سليم وعبلة كامل ورياض الخولي وهند صبري ولوسي ومحمد رياض وأشرف عبد الباقي وعمرو سعد ووفاء عامر. وفي المقابل، حافظ عدد آخر على تواجدهم السنوي في الدراما ومن بينهم نور الشريف («خلف الله») وعادل أمام («العراف») وحسين فهمي («الشك» و«العراف») ويسرا («نكدب لو قلنا ما بنحبش») وليلى علوي («فرح ليلى») وإلهام شاهين («نظرية الجوافة») وصلاح السعدني («القاصرات») ومحمد صبحي («ونيس والعباد وأحوال البلاد») وميرفت أمين («مدرسة الأحلام»). وكانت الغلبة لشباب الفنانين والفنانات ومنهم منى زكي التي قامت ببطولة «آسيا» وهاني سلامة وبسمة («الداعية») ومصطفى شعبان وعلا غانم («مزاج الخير») ونيللي كريم وباسم سمرة («ذات») ومحمود عبد المغني ولقاء الخميسي («الركين») ومنة شلبي ورانيا يوسف وعمرو يوسف («نيران صديقة») وداليا البحيري («القاصرات») ومي عز الدين («الشك») وأمير كرارة وهنا شيحة («تحت الأرض») وسمية الخشاب («ميراث الريح») وأحمد الفيشاوي وروبي وحورية فرغلي («بدون ذكر أسماء») ونرمين الفقي («أرواح أليفة») وحسن الرداد ويسرا اللوزي («آدم وجميلة») ويوسف الشريف وداليا مصطفى («اسم موقت») وأيتن عامر («الزوجة الثانية» و«الوالدة باشا») ودنيا سمير غانم («الكبير أوي3»). وشارك العديد من الفنانين العرب في دراما 2013 وفي مقدمهم جمال سليمان وأيمن زيدان وسلافة معمار وتيم حسن وجومانة مراد وكندة علوش ومنذر رياحنة ودرة وفريال يوسف وصبا مبارك. قضايا وظواهر وركزت أحداث غالبية المسلسلات على قضايا وأحداث سياسية ودينية واجتماعية راهنة، وفي مقدمها ظاهرة الجماعات الإسلامية والدعاة الجدد التي طفت على السطح بقوة خلال الأعوام الماضية، وكان لها نصيب الأسد في مسلسلات «الداعية» و«بدون ذكر أسماء» و«نيران صديقة»، وفي الوقت الذي تناول «فرح ليلى» قضية العنوسة، عرض مسلسل «القاصرات» لقضية زواج الفتيات القاصرات وكراهية إنجاب البنات خصوصاً في المجتمع الصعيدي، وحضر النصب وصراع المال والسياسة في «العراف» و«الشك»، وتجارة المخدرات في «مزاج الخير»، وظاهرة البلطجة في «فرعون» و«الوالدة باشا» و«العقرب» و«اسم موقت» و«فض اشتباك» لأحمد صفوت، أما قضايا المرأة في شكل خاص والأسرة في شكل عام فتم طرحها في مسلسلات «نكدب لو قلنا مابنحبش» و«آسيا» و«الشك»، وركزت مسلسلات «حكاية حياة» و«نقطة ضعف» و«نظرية الجوافة» على حالات الاكتئاب والعقد النفسية والفوبيا التي تصيب عدداً من أفراد المجتمع نتيجة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية. ولم تحقق المسلسلات التي تصدت لتنفيذها جهات الإنتاج الحكومية، - قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامي-، نفس الحضور الذي حققته مسلسلات الإنتاج الخاص، حيث مرت مسلسلات « أهل الهوى» و«ونيس والعباد» و«مدرسة الأحلام»، و«ربيع الغضب» لعزت العلايلي وفردوس عبد الحميد، وطيري يا طيارة» لبوسي ومصطفى فهمي، و«أزمة سكر» لأحمد عيد مرور الكرام، ولم تحقق أي عائد يذكر، ولم يشعر بها الجمهور وسط زحام رمضان. وفتح النجاح الذي حققه مسلسلان مأخوذان عن أعمال أدبية هما «موجة حارة» عن رواية «منخفض الهند الموسمي» لأسامة أنور عكاشة، و»ذات» عن رواية بنفس الاسم لصنع الله إبراهيم شهية عدد من جهات الإنتاج وكتاب السيناريو لتكرار التجربة في العام 2014.