تقف الشقيقتان اللتان تدرسان في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ريم وسارة العجمي على مسرح قسم اللغة الإنكليزية لتقديم وصلات غنائية من دون موسيقى، وبلهجات مختلفة تحمل مأساة الشعوب العربية التي تعاني العنف والدمار، فمرة تتحدث أناشيدهما عن الوضع المصري، وأخرى عن الحروب الأهلية في ليبيا، وثالثة عن النزف الدموي في سورية، إضافة إلى الجرح العربي الكبير الذي يحدث في فلسطين. الشقيتان تدربتا على لوحتهما الغنائية في الجامعة مدة نصف ساعة في شكل يومي، إذ كتبت كلمات أغنيتهما الافتتاحية ناشطة سورية. ريم وسارة اختارتا الغناء في مسابقة المواهب التي نظمتها جامعة الأميرة نورة أخيراً، لإيمانهما بأن الكلمة المصحوبة بلحن تصل إلى صميم القلب بسرعة عالية، وتذوّب الجليد الذي يحاصر الروح، لاسيما وأن موهبتهما في الغناء اكتشفتها والدتهما منذ أن كانتا في المرحلة الابتدائية. تقول ريم العجمي التي تدرس في قسم أدب اللغة الإنكليزية: «احتوت فقرتنا على الشق الإنساني قبل أن يكون سياسياً لأسباب عدة ، أبرزها تذكير المجتمع الجامعي بمأساة الأمة العربية وتحريك الضمائر، وكذلك لنلهم تلك الأيادي لترتفع إلى السماء وتناشد رب العزة النصر والاستقرار لأمتنا الإسلامية». وأضافت أن الدعوات الخارجية المعارضة لهذا البرنامج في الجامعة لم تفهم آليته، «فالبرنامج لم يخالف الدين ولا القيم والعادات، وإنما كان محافظاً ومميزاً، والفكرة خدمت الكثير من الطالبات وأحيت عدداً من المواهب. للأسف الكثيرون يحكمون على ما يُسمع لا على ما يُرى أمام العين وفي أرض الواقع، وهذا كله يعود إلى تلك الإشاعات المغرضة للبرنامج والجامعة». وتؤكد الفائزة بجائزة «ستاند أب كوميدي» في برامج مواهب بجامعة الأميرة نورة الطالبة في السنة التحضيرية أسماء العمري ل«الحياة»، أن البرنامج ترفيهي يتيح الفرصة للفتيات لعرض مواهبهن وتنميتها، خصوصاً أن الفتيات مجالهن محدود جداً في مثل هذه الأمور، «البرنامج لم يسئ للدين والعادات كما يزعم عدد من المغردون في مواقع التواصل الاجتماعي»، لافتة إلى أنها تدربت على مشاركتها من خلال الاستعانة بصديقاتها وقريباتها في بعض الأفكار وطريقة عرضها. وحصلت الطالبة في كلية الصحة وعلوم التأهيل شموخ الذيابي على المركز الثاني من خلالها تقديمها عرضاً لألعاب «اليويو» بالتزامن مع أغنية من دون موسيقى، إذ تطمح لإنشاء ناد ل«اليويو» لنشر هذه اللعبة. وأوضحت شموخ أنها بدأت في ممارسة لعبة «اليويو» عندما كان عمرها 14 عاماً، وحصلت على تشجيع والديها وجميع أقاربها، وطوّرت مهاراتها ذاتياً في المنزل من خلال التدريب واللعب في أوقات الفراغ من طريق برامج تعليمية في موقع «يوتيوب». وبرنامج المواهب الذي نظمته جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الأول من نوعه على مستوى الجامعات في الرياض، ما أسهم في دعم الطالبات الموهوبات ومنحهن الثقة في تقديم مواهبهن.