أدهشت مغنية السوبرانو الإماراتية سارة القيواني محبي الأوبرا والموسيقى، بأدائها العذب لعدد من المقطوعات الأوبرالية بالفرنسية، في حفلة استضافتها جامعة السوربون في أبو ظبي ليل الثلثاء-الأربعاء، في الذكرى المئة والخمسين لولادة المؤلف الفرنسي كلود دوبوسي. وكان عازف البيانو الفرنسي الشهير هوغ لوكلير قد أشرف على برنامج الحفلة التي تكرِّم روح المؤلف الفرنسي كلود دوبوسي (1862-1918) صاحب المقدمات الموسيقية (بريلود) الشهيرة، والتي تعتبر خالدة في مجال البيانو. ورافق لوكلير سارة القيواني في العزف، مضيفاً لمساته إلى الأمسية التي نظمها المعهد الفرنسي في الإمارات بالتعاون مع «مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون». وقدمت القيواني قصائد رومانسية لكبار الشعراء الفرنسيين -مثل بانفيل ومالارميه- سبق لدوبوسي أن لحّنها، وهي أول إماراتية تحترف الغناء الأوبرالي، وكانت لفتت الأنظار في بلادها في العام 2010 عندما شاركت في الاحتفالات الرسمية للعيد الوطني ال 39 لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأدت أدواراً مهمة في عروض أوبرالية تاريخية، مثل ديسبينا في أوبرا «كوزي فان توتي» لموزار، و «زيرلينا» في أوبرا دون جيوفاني، كما قدمت دور نانيتا في «فالستاف» لفيردي، وموزيتا في «بوهيميا» بوتشيني، وصوفي في «فيرتير» للمؤلف ماسنيه... وغيرها. درست القيواني الكيمياء في جامعة «أمبيريال كولدج» في بريطانيا، ثم حصلت على الماجستير في العلاقات الدولية، وهي تحضر الآن رسالة دكتوراه عن تاريخ النساء السياسي في الشرق الأوسط، وتجيد لغات عدة، منها الفرنسية والإنكليزية والإيطالية والروسية. وعلى رغم أن سارة دخلت هذا المجال صدفة، بعدما سمعتها معلمتها الأميركية في المدرسة ونصحتها بالتمرن على الغناء الكلاسيكي، فقد تدرّبت صاحبة الصوت الرخيم لمدة طويلة على أساتذة غناء مشهورين في الكلية الملكية للموسيقى وأكاديمية لندن الملكية، إلا أن والدي القيواني لا يزالان «يتحفظان عن عملها في هذا المجال»، كما قالت. وأضافت: «كنت متخوفة في البداية من تجربة الغناء الأوبرالي، ولكنني تشجعت أكثر بعدما وجدت ردود فعل إيجابية بعد أدائي في بعض المناسبات في الإمارات... غير أن والديّ لا يزالان متخوفين من احترافي الأوبرا، خصوصاً في الإمارات حيث لا تتوافر كثير من الفرص والمناسبات لتقديم ما يكفي من حفلات». وتعتقد القيواني أن العادات والتقاليد في الإمارات لم تعد عائقاً أمام الاحتراف الفني. وتقول: «الاختلافات بين الأجيال تساهم بدور محوري في ذلك، فعمّاتي مثلاً محافظات ولا يحبذن فكرة غنائي، غير أن بناتهن تقبلن الأمر ويشجعنني. أعتقد أن الجيل الجديد من الإماراتيين أكثر انفتاحاً وتقبلاً للفنون وللجديد بشكل عام». وأشارت إلى أنه مع المشاريع الثقافية الكبرى التي تطرحها الإمارات للعالم «لا بد أن يكون لأبناء البلد دور في إدارتها وإنجاحها، مثل دار الأوبرا التي أعلن عنها في دبي ومتوقع أن تكون مركزاً مهماً للأوبرا في المنطقة». واعتبر عازف البيانو هوغ لوكلير، أنه من الطبيعي أن تظهر مواهب غنائية وفنية في الإمارات بعد عودة العديد من الطلبة الدارسين في الخارج إلى البلاد. وقال: «سارة بالنسبة إليّ كانت اكتشافاً... استمعت إلى تسجيلات سابقة لأدائها الرائع، وأسعدني العمل معها، وتمكننا الاستفادة من موهبتها في إتقان اللغات لتقديم حفلات متنوعة مستقبلاً».