تبدأ سورية اليوم سنتها الجديدة كما اختتمت سابقتها، على وقع استمرار حمام الدم الذي أسفر، بحسب أحدث الإحصاءات، عن سقوط أكثر من 130 ألف قتيل منذ بدء الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في آذار (مارس) 2011. ووقعت مواجهات عنيفة أمس على مختلف جبهات القتال بين القوات النظامية والكتائب المعارضة وسط تقارير عن مذبحة جديدة في حلب (شمال) راح ضحيتها أكثر من 25 شخصاً جراء سقوط قذيفة على باص للنقل. ووزع «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس حصيلة جديدة لضحايا النزاع السوري أشارت إلى مقتل 130433 شخصاً منذ انطلاق الثورة عام 2011. وتضمنت الحصيلة 66203 من القتلى المدنيين، من ضمنهم 7014 طفلاً، و4695 أنثى فوق سن الثامنة عشرة، و19937 من مقاتلي الكتائب المقاتلة. أما الضحايا المجهولو الهوية فبلغ عددهم 2794، في مقابل 2233 قتيلاً من المنشقين عن القوات النظامية. وأوردت الحصيلة رقم 6913 قتيلاً للمقاتلين من الكتائب الاسلامية المقاتلة و «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة»، وغالبيتهم الساحقة من جنسيات غير سورية، وبعضهم مجهول الهوية. وبالنسبة إلى خسائر القوات النظامية فقدت بلغت 32013، إضافة إلى 19729 قتيلاً من عناصر اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني والشبيحة والمخبرين الموالين للنظام. وذكر «المرصد» أن عدد القتلى من مقاتلي «حزب الله» اللبناني بلغ 262، في مقابل 286 من المقاتلين الموالين للنظام من الطائفة الشيعية ولكن من جنسيات غير سورية. وأشار إلى أن هذه الإحصاءات لا تشمل أكثر من 17000 معتقل داخل معتقلات القوات النظامية. ولا تشمل أيضاً أكثر من 6000 أسير من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وموالين للنظام لدى الكتائب الاسلامية المقاتلة والدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة . ميدانياً، أفاد مركز حلب الإعلامي عن ما لا يقل عن 25 قتيلاً جراء سقوط قذيفة على باص نقل داخلي في حي طريق الباب قرب دوار الحلوانية في عاصمة الشمال السوري. وقال إن القذيفة مصدرها مطار النيرب العسكري، مشيراً إلى مقتل جميع من كان في الباص المليء بالركاب واحتراق جثثهم. وبث ناشطون مشاهد لأكياس خضار وأرغفة خبز ملطخة بالدماء. وكان «المرصد» ذكر الأحد أن 517 شخصاً بينهم 151 طفلاً قتلوا خلال اسبوعين من القصف الجوي لقوات النظام على مدينة حلب وريفها في شمال سورية. ونددت حكومات غربية وعربية ومنظمات غير حكومية بحملة القصف الجوي المستمرة منذ اكثر من اسبوعين على منطقة حلب والتي لا يبدو انها موجهة ضد أهداف عسكرية، وتطاول المدنيين اجمالاً. وفي حلب أيضاً، أشار «المرصد» إلى اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي الخالدية وحي العامرية. وفي محافظة ريف دمشق، أشار «المرصد» إلى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي «جبهة النصرة» و «الدولة الاسلامية في العراق والشام» وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من جهة أخرى في منطقة الاوتستراد الدولي دمشق - حمص من جهة منطقة ريما في منطقة القلمون، في حين تعرضت مناطق في مدينة داريا لقصف من القوات النظامية. وذكر «المرصد» أن القوات النظامية واصلت قصفها على مناطق في مدينة عدرا العمالية التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة الشهر الماضي. ودارت أيضاً اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مخيم اليرموك من جهة ساحة الريجة، كما نقل «المرصد» عن ناشطين. كذلك قُتل رجل جراء سقوط قذيفة هاون على منطقة في باب توما بالقرب من موقف سرفيس جرمانا في العاصمة السورية. وفي محافظة حماة (وسط سورية)، سقط صاروخان على مناطق في بلدة سلحب، في حين تعرضت مناطق في مدينة كفرزيتا لقصف من القوات النظامية. كما تعرضت بلدة سرمين في محافظة إدلب لقصف من القوات النظامية. وفي ريف محافظة القنيطرة، أعلن «المرصد» مقتل عنصرين اثنين من الكتائب المقاتلة إثر اصابتهما بشظايا قذيفة أطلقتها القوات النظامية، وسط قصف على مناطق في قرية ام باطنة. وفي محافظة دير الزور، أعلن «المرصد» وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي «جبهة النصرة» وكتائب اسلامية من جهة أخرى في حيي الصناعة والرصافة، ترافق مع استهداف الكتائب المقاتلة مبنى المسمكة قرب مطار دير الزور العسكري. وفي محافظة درعا، قصفت القوات النظامية مناطق في بلدة الحراك كما قصف الطيران المروحي مناطق في بلدة جاسم بالبراميل المتفجرة.