عاد الوضع الى طبيعته في كينشاسا امس، غداة سلسلة من الهجمات المتزامنة التي استهدفت المطار الدولي ومقر هيئة الاركان العامة والتلفزيون الحكومي. وأعلن الناطق باسم الحكومة الكونغولية لامبرت ميندي إن حوالى مئة شخص قتلوا في اشتباكات اول من امس، بين قوات الامن وأنصار الكاهن بول جوزيف موكونغوبيلا الذي توارى عن الانظار بعد هجمات انصاره. وكان موكونغوبيلا الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2006 أعلن ان الهجمات تأتي رداً على مضايقات الحكومة لأنصاره. وعادت حركة السير الى الوسط التجاري في العاصمة كينشاسا حيث فتحت المحال التجارية ابوابها. ويأتي ذلك غداة إعلان وزير الدفاع الكونغولي الكسندر لوبا نتامبو ان الجيش يسيطر «بالكامل» على الوضع بعد سلسلة الهجمات التي وقعت في العاصمة وفي لوبومباشي، ثاني كبرى مدن البلاد. وعاد الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا الى كينشاسا قادماً من لوبومباشي امس. وحطت طائرته في مطار ندجيلي احد ثلاثة مواقع تعرضت لهجمات. وظل بث التلفزيون الحكومي مشوشاً، بعدما قطع على اثر الهجوم واحتجاز الصحافيين في المحطة. وفي لوبومباشي (جنوب شرق) التي شهدت هجمات واشتباكات اول من امس، قال شاهد ان اربعين شخصاً على الاقل قتلوا في المدينة. وأضاف: «رأيت حوالى اربعين جثة في شاحنات للحرس الجمهوري (المكلف حماية الرئيس جوزف كابيلا) كانت متوجهة الى عدد من المشارح». وأشار الى ان كل الضحايا «كانوا بلباس مدني ويصعب تحديد ما اذا كانوا من المهاجمين او مجرد مدنيين في المكان». كذلك، قال شاهد ان تبادل إطلاق النار في محيط منزل الكاهن جوزف موكونغوبيلا، ادى الى سقوط عدد من حراسه. وأضاف أن «جزءاً من منزله دمر وكذلك كنيسته وهناك ربما عشرون حارساً يمنعون الوصول الى منزله». ويتحدر موتومبو وكابيلا من اقليم كاتانغا الغني بالثروات المعدنية وعاصمته لوبومباشي. وتحدث وزير الدفاع عن كيندو (شرق) حيث تم استهداف المطار. وقال ان «مجموعة صغيرة جداً حاولت تجريد اثنين او ثلاثة من حراس المطار من اسلحتهم وتم القضاء عليها». وأضاف ان «الجيش والشرطة ردا بالشكل المطلوب. تم القضاء على هؤلاء العناصر ونطلب من السكان العودة الى مزاولة اهتماماتهم بشكل طبيعي (...) الى ذلك، هناك الكثير من سكان كينشاسا لم يلاحظوا حتى ان شيئاً ما يحصل». وأشار الناطق باسم الحكومة الى مقتل 52 ارهابياً واعتقال 9 آخرين من بينهم جريحان يتلقيان عناية طبية. وأضاف ان تسعة مدنيين جرحوا: سبعة منهم في مقر التلفزيون العام، ويتلقون ايضاً العناية الطبية، واثنان في المطار». كما اكد ان ثلاثة عسكريين قتلوا بينهم ضابط برتبة رفيعة في رئاسة الاركان واثنان في مقر القناة العامة.