مضى 23 يوماً منذ أن أشعل أربعة إرهابيين الشرارة الأولى لجريمة الدالوة، عندما استولوا على سيارة مواطن بعد أن قتلوه، ليستخدموها لاحقاً في اعتدائهم على حسينية المصطفى في إحدى قرى الأحساء الوادعة، الذي أودى بحياة سبعة مواطنين وإصابة 13 آخرين بجراح. ومنذ وقوع جريمة الدالوة حتى أمس، كانت الداخلية طوال الفترة الماضية تعمل على تعقب المتورطين في الحادثة، إذ في كل مرة تكشف الداخلية تفاصيل جديدة عن الحادثة تختتم تصريحاتها بأن العمل الأمني لا يزال مستمراً، حتى أعلنت أمس توقفه بعد مضي 23 يوماً من التمشيط الأمني والبحث والتحري، وجمع المعلومات عن المتورطين الذين تبين في ما بعد أنهم على علاقة بتنظيم «داعش» الإرهابي. كانت العمليات الأمنية لمطاردة المتهمين بالحادثة تتم بسرعة فائقة من حيث التوقيت الزمني للقبض على المتورطين، إذ بدأت بعد وقوع الجريمة بساعات، عندما أعلنت الداخلية القبض على ستة أشخاص ممن لهم علاقة بالجريمة، وذلك في عمليات أمنية متزامنة تم تنفيذها في محافظة شقراء بمنطقة الرياض ومحافظتي الأحساء والخبر بالمنطقة الشرقية. وبعد يوم واحد من العملية، رصدت قوات الأمن عدداً من المشتبه بتورطهم في المشاركة بارتكاب الجريمة الإرهابية، متوارين في مجمع استراحات في حي المعلمين بمحافظة بريدة، وهي العملية التي أسفر عنها مقتل اثنين من المطلوبين واستشهاد رجلي أمن وإصابة اثنين آخرين، إضافة إلى القبض على أربعة متورطين ليصبح إجمالي المقبوض عليهم من المتورطين 15 شخصاً في ست مدن مختلفة من المملكة. ولم تمض سوى خمسة أيام، وتحديداً في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر)، حتى أكدت الداخلية إطاحتها ب33 شخصاً ممن ثبت تورطهم أو تم الاشتباه بعلاقتهم بالجريمة، في تسع مدن في وسط وشرق المملكة، ولم تمر سويعات حتى أكدت إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في منزله بحي السليمانية في مدينة الهفوف. وعادت السلطات الأمنية السعودية في 12 نوفمبر من جديد لتعلن ارتفاع عدد المقبوض عليهم إلى 41 شخصاً ممن ثبت تورطهم أو تم الاشتباه بهم على خلفية الجريمة، موضحة أن جميع المقبوض عليهم من الجنسية السعودية ما عدا شخص واحد يحمل الجنسية الأردنية، ومعلنة في الوقت ذاته القبض على مواطن في العقد الثالث من العمر، يشتبه بتورطه في الحادثة بعد دهم أمني لمنزله في منطقة عرعر في الحدود الشمالية. وفي يوم الأربعاء 19 نوفمبر، أعلن أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف خلال استقباله في مقر الإمارة عدداً من أعيان وأهالي الدالوة وذوي المتوفين، أن رجال الأمن تمكّنوا من إلقاء القبض على كل من اشترك أو شارك، أو كان له دور في استهداف المواطنين في قرية الدالوة في محافظة الأحساء. وأطل المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي بعد ستة أيام من حديث أمير «الشرقية» في مؤتمر صحافي (أول من أمس)، مؤكداً إنهاء الملف والقبض على 77 شخصاً - بينهم 32 سبق توقيفهم - تورطوا في الجريمة. وأكد أن الشبكة التي جرى تفكيكها وتم القبض على جميع أفرادها كانت على ارتباط مع تنظيم «داعش»، وأن من بين الموقوفين أربعة من جنسيات عربية بينهم سوري وأردني، إضافة إلى آخر تركي، فيما قتل ثلاثة أشخاص أحدهم قطري الجنسية في عمليات دهم لعناصر الخلية، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يتأكد فيها ارتباط مجموعة إرهابية داخلية ب«داعش».