جدد رجل الدين البارز عبدالملك السعدي نداءه أهالي الانبار للدفاع عن انفسهم، ودعا عناصر الجيش إلى عدم تنفيذ الاوامر «لحماية ظالم»، متهماً رئيس الحكومة نوري المالكي ب «إبادة الجميع بذريعة الإرهاب»، وناشد عشائر الجنوب سحب ابنائهم من قوات الامن في الانبار. وقال السعدي في بيان امس «اوجه ندائي هذا إلى الحكومة الطائفية، التي تريد سحق وإبادة أهل السنة في بلدهم، وأطالبها بالتهدئة وإطفاء نار الحرب بين الشعب الواحد (...) انسحبوا فوراً عن الساحة حقنا لدماء العراقيين من جيش ومواطنين وتجنباً للحرب». وأضاف: «أوجه ندائي إلى الجيش والقوات المسلحة بعدم استجابة أوامر تزجكم في اتون الحرب، وإياكم أن تدخلوا النار لحماية حاكم ظالم لم يقدم لشعبه أي خير بل قدم الشر والنزاع والطائفية والفقر والجوع، ويجب عليكم الانسحاب والوقوف مع أهلكم». ودعا اهالي الانبار وعشائرها الى «الصبر» وقال: «دافعوا عن أنفسكم بكل ما تستطيعون ببسالة وشجاعة لأنكم المظلومون، والعدو غاشم يريد إهانتكم في عقر داركم، وإن جنحوا للسلم فاجنحوا له». وزاد: «أنتم يا أهل الفلوجة الأبطال والمدن الأخرى هبوا، واقطعوا الطريق أمام المعتدين حقنا لدماء العراقيين، ولا تتركوا إخوانكم في الميدان، لأن المالكي يريد إبادة الجميع بذريعة الإرهاب، وليجعل من ذلك دعاية انتخابية له». وأضاف: «يا أهلنا العشائر العربية في جنوبالعراق وغيره حذروا أولادكم من المشاركة في هذا العدوان الصارخ على إخوانكم الآمنين في الأنبار، وأدعوهم إلى الانسحاب فوراً نزعاً لفتيل هذه الفتنة بين العراقيين». ودعا وزير الدفاع والحكومات المحلية في المحافظات الست وأعضاء البرلمان والوزراء السنة إلى الاستقالة من مناصبهم ومقاطعة العملية السياسية «والوقوف مع أهلهم، لأن وجودهم كالعدم». الى ذلك، حرم «المجمع الفقهي العراقي» الذي يضم كبار علماء الدعوة والإفتاء في العراق، المشاركة في العمليات العسكرية في الأنبار، ودعا المرجعيات الشيعية إلى بيان موقفها في ما يتعرض له السنة، وشدد على استمرار الحراك الشعبي. وجاء في بيان للمجمع امس: «إننا نحمل حكومة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي مسؤولية ما يحدث في الأنبار بين أبناء الوطن الواحد، ونحرم المشاركة في العلميات العسكرية ضد المواطنين»، ودعا ممثلي المكون السنّي إلى «الانسحاب من وثيقة الشرف، بعد أن أثبت المالكي أنه لا يحترم مواثيق أو عهوداً». وطالب البيان جميع القادة السنة «بالاجتماع من أجل الخروج بقرارات تحدد مصير هذا المكون وعلى السياسيين إعادة تقييم مشاركتهم ومراجعتها، وعلى شيوخ العشائر ووجهاء الأنبار منع أولادهم من المشاركة في هذه الحرب»، ودعا البيان المراجع الشيعة إلى «بيان موقفهم، مما يتعرض له أهل السنة من حملات عسكرية واعتقالات عشوائية بحجة مكافحة الإرهاب»، وشدد على «الاستمرار في الحراك الشعبي بكل صوره، سيما خلال الجمع الموحدة لأنها واجب شرعي وعدم الرضوخ للتهديدات».