أكد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة الطيران المدني بدبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة بأن الناقلات العربية عززت حضورها وتأثيرها في الساحة الدولية، مع اعتراف العديد من الدول العربية بالأهمية الاقتصادية لقطاع الطيران والاستثمار في بنيته التحتية. وقال الشيخ أحمد في كلمة ألقاها أثناء حفل افتتاح الجمعية العمومية السنوية السابعة والأربعين للاتحاد العربي للنقل الجوي، الذي استضافته ورعته «طيران الإمارات» في دبي: «قبل سبعة وأربعين عاماً، أي في عام 1967، لم يكن عدد المسافرين على متن الطائرات يتجاوز 300 مليون راكب. أما اليوم، فهناك أكثر من 240 ناقلة جوية مسجلة لدى الأياتا، وتخدم ما يقدر بنحو 3.3 مليار راكب. كما أن الناقلات ال 31 الأعضاء في الاتحاد العربي للنقل الجوي تلعب الآن دوراً أكبر بكثير من ذي قبل في صناعة النقل الجوي العالمية. ووفقاً لأرقام إيرباص، فإن عدد الركاب الذين نقلتهم شركات طيران شرق أوسطية وشمال أفريقية ارتفع بنسبة 300 في المئة خلال عشر سنوات، بين عامي 2003 و2013». وأضاف: «لقد لعبت المطارات الأوروبية في الماضي دور المحور الرئيس في حركة السفر جواً بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب. أما اليوم، فإن أعداداً متزايدة من المسافرين أصبحت تختار السفر عبر مراكز في منطقتنا، لأننا نوفر تجربة سفر أفضل، ولأن مواصلة الرحلات لدينا تتم بمنتهى السلاسة واليسر. ويشكل هذا التحول الهائل في صناعة الطيران المدني العالمية قصة نجاح لنا. فقد أرست ناقلاتنا ودولنا معايير رفيعة اضطر العالم إلى احترامها واتباعها». وأشار إلى أن صناعة الطيران أثبتت فعاليتها كمحرك رئيس للاقتصاد الوطني في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتشكل دبي ودولة الإمارات مثالاً على هذا. وقال: «أظهرت نتائج أحدث دراسة اقتصادية أن قطاع الطيران المدني ساهم بنسبة 26.7 في المئة في الناتج الإجمالي المحلي لإمارة دبي ودعم أكثر من 400 ألف فرصة عمل. وتوقعت الدراسة أن تصل مساهمة الطيران المدني في ناتج دبي المحلي إلى 37.5 في المئة، أو ما يقدر بنحو 53 مليار دولار أميركي في عام 2020. وأن ترتفع هذه المساهمة إلى 88.1 مليار دولار في عام 2030. وتمثل هذه الأرقام برهاناً قوياً على التأثير الإيجابي الهائل لقطاع الطيران في الاقتصادات إذا كان هناك رؤية استراتيجية واضحة وبيئة داعمة». وأكد الشيخ أحمد: «أن لدبي نموذجها الخاص في هذا الشأن، لكننا بالتأكيد لسنا وحدنا في المنطقة الذين نرى في الطيران المدني محركاً اقتصادياً رئيساً. فالكثيرون دائمو البحث عن طائرات جديدة ذات كفاءة عالية، وتقنيات جديدة، ويعكفون على تطوير منتجات وخدمات جوية أفضل. ويشهد العالم العربي كذلك تنفيذ العديد من أكبر وأحدث مشاريع البنية الأساسية في قطاع الطيران على مستوى العالم». وفقاً لتوقعات الأياتا، أشار الشيخ أحمد إلى أن صناعة الطيران ستواصل النمو بقوة خلال السنوات العشرين المقبلة. وبحلول عام 2034، فإن عدد المسافرين جواً سيصل إلى نحو 7 مليارات راكب. ومن المتوقع أن تستأثر منطقة الشرق الأوسط بأعلى معدلات النمو، وبنسبة 4.9 في المئة سنوياً، وتماثلها منطقة حوض المحيط الهادي الآسيوية، على رغم أنه ليست لدينا في المنطقة أعداد سكان توازي الصين أو الهند مثلاً. كما ستشهد أفريقيا نمواً بنسبة 4.7 في المئة سنوياً». وأضاف: «تشير توقعات كل من إيرباص وبوينغ إلى أن المنطقة ستحتاج إلى أكثر من 2000 طائرة جديدة خلال السنوات العشرين المقبلة، يقدر ثمنها بنحو 550 مليار دولار على الأقل. ولنا أن نتخيل تأثير مثل هذه المبالغ الضخمة في الدورة الاقتصادية وفي سلسلة صناعة الطيران العالمية من حيث توفير فرص العمل وغيرها». واختتم الشيخ أحمد كلمته بالقول: «لا شك في أن دورنا في صناعة الطيران المدني العالمي يشهد نمواً متواصلاً، وعليه فإن صوتنا وآراءنا تكتسب مزيداً من القوة والزخم في مختلف القضايا العالمية المتعلقة بهذه الصناعة. لقد أصبحنا تحت مجهر الناقلات العالمية الرئيسة. فصناع السياسات وصناعة السفر والشركات الكبيرة والمنظمات التجارية يراقبون الآن عن كثب كل ما نفعله. وإضافة إلى السياسات الحمائية والعوامل الاقتصادية العالمية، فإننا نواجه أيضاً مخاطر انتشار الأوبئة والنزاعات المسلحة وتحديات أخرى عديدة. وعلى رغم كل ذلك، فإن الآفاق المستقبلية أمام الناقلات العربية لم تكن يوماً بمثل هذا الازدهار والنمو. إننا نتنافس مع بعضنا بعضاً في القضايا التجارية، فالمنافسة جيدة لنا وللصناعة عامة».