توجت التهديدات المتبادلة بين الحكومة العراقية والمتظاهرين في الأنبار باعتقال النائب أحمد العلواني وقتل أخيه وخمسة من حراسه في مواجهة مع الجيش. وفيما أعلنت وزارة الدفاع أن العلواني وحرسه بادروا بإطلاق النار على القوة الخاصة التي كانت في صدد اعتقال أخيه بناء على مذكرة قضائية، دعا الشيخ عبد الملك السعدي المتظاهرين الى الاستمرار في المطالبة ب «حقوق السنة المسلوبة» واتهم رئيس الوزراء نوري المالكي ب «الطائفية». وانتشرت مظاهر مسلحة في الأنبار احتجاجاً على الحادث. إلى ذلك، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الجيش إلى «القتال في الأنبار ليس من اجل المال او الشهرة. وإلى عدم التفريق بين دين وآخر، أو مذهب وآخر». وأضاف «من واجب الجيش الحفاظ على الوحدة الوطنية»، وطالب الشيعة والسنة ب «الوحدة لمواجهة الإرهاب في الأنبار وليس (لمواجهة) سكان المحافظة». وبدا العلواني في صورة نشرتها قوات الأمن لحظة اعتقاله كأنه مصاب خلال المواجهة. وقال قائد القوات البرية علي غيدان إن عملية الاعتقال «تمت بالجرم المشهود بعد فتح النائب النار على القوة التي كانت تهم باعتقال أخيه وقد قتل عناصر أمنية». وألقت عملية اعتقال العلواني ظلها على الأوضاع في الأنبار، حيث تظاهر المئات في الفلوجة للمطالبة بإطلاقه. وهدد المتظاهرون بإعلان العصيان، فيما أصدرت قوى سياسية سنية، بينها «متحدون»، بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي ، و»جبهة الحوار»، بزعامة صالح المطلك بيانات استنكار، وقال النجيفي إن اعتقال النائب «دهس لجوهر الدستور العراقي»، ونددت قوى سياسية بمضي رئيس الوزراء نوري المالكي في تنفيذ تهديده بإحراق خيم المعتصمين. إلى ذلك، شدد السعدي على ضرورة استمرار التظاهرات المناهضة لسياسات الحكومة الاتحادية، واتهمها «بالطائفية والافتراء على ساحات الاعتصام حين تقول إنها أصبحت مأوى للإرهابيين». وقال في بيان: «أبارك لرؤساء عشائر الأنبار وعلمائها اجتماعهم وإجماعهم على استمرار ساحات الاعتصام، وموقفهم أمام من يريد لهذه المحافظة قتل أبنائها وإهانة محافظتها، استخفافاً بكم وتعالياً عليكم». وتابع ان المالكي «أعلن نياته الطائفية في تقسيم العراقيين إلى أنصار للحسين، رضي الله عنه، وأنصار يزيد، وافترى على الساحة (الاعتصام) بأنَّها صارت مأوى للإرهابيين مع انه على ثقة من أن لا صحة لذلك، لأن واقع الأمر على خلاف ما يقول، فإنها سلمية وستبقى سلمية وخالية مما يدعي». وأضاف إن «كان فيها مما يدعي فما هم إلا صنيعة الحكومة لتبرير دخولها الساحة وفضها، وقد أفصح عن أنه يرغب في إشعال نار حرب طائفية، وهو يظن أنكم أذلاء، وأنكم لا تغارون على عقيدتكم وبلدكم وأولادكم، وستكونون موضع ذل وهوان ومحل صفعات ميليشياته وقوة حمايته وحراسه، لكن هيهات. وجاءت هذه التطورات متزامنة مع حملة «القائد محمد» العسكرية التي يشنها الجيش منذ اسبوع في صحراء الأنبار، وتم استقدام وحدات جديدة من البصرة وبابل للمشاركة فيها. ويرى مراقبون ان المالكي الذي كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» تلقيه دعماً أميركياً لإطلاق الحملة على تنظيم «القاعدة»، شمل معلومات استخبارية وصور أقمار اصطناعية، وصواريخ جو - ارض فائقة الدقة، بالإضافة الى حصوله على مروحيات روسية، يسعى الى تحويل عملية الأنبار الى مناسبة لتكريس دور الجيش كقوة ضاربة من جهة، واستعادة شعبيته قبل الانتخابات المقررة في نيسان (أبريل) المقبل من جهة ثانية.