واصلت طائرات نظام الرئيس بشار الاسد غاراتها على حلب في شمال البلاد، وقصفت سوقاً للخضار ومحيط مستشفى ما أدى الى مقتل وجرح عشرات الاشخاص بينهم اطفال. وظهرت نداءات للتبرع بالدم الى المستشفيات الميدانية في حلب. وافاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس: «قتل عشرون شخصاً بينهم طفلان وسيدة وفتى وناشط اعلامي جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على سوق خضار ومحيط مشفى في حي طريق الباب في مدينة حلب». واضاف ان «القصف اسفر عن اضرار مادية بالمستشفى ودمار في سوق الخضار، والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى». من جهتها، وصفت «الهيئة العامة للثورة السورية» القصف ب «المجزرة»، مشيرة الى ان «الغارات استهدفت سوق الخضار والمواد الاستهلاكية المكتظ بالأهالي، ما يفسر وقوع عدد كبير من القتلى». واشارت الى «دمار كبير في مبان عدة وانهيار واحد منها». وتنفذ قوات النظام حملة قصف جوي منذ 15 الشهر الجاري على مدينة حلب وريفها تستخدم فيها الطيران الحربي والطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، وقد حصد اكثر من 400 قتيل، بحسب حصيلة ل»المرصد السوري لحقوق الانسان» تعود الى الاربعاء. ونددت حكومات غربية وعربية ومنظمات غير حكومية بالحملة التي لا يبدو انها موجهة ضد اهداف عسكرية، وتطاول المدنيين اجمالاً. واوضح «مركز حلب الاعلامي» ان غارات امس استهدفت ثلاثة مواقع في حي الميسر، شملت «الغارة الأولى شارع سوق الخضار في الحي، حيث أدت الى وقوع عشرات الضحايا بين سكان الحي وانهيار كامل بناء سكني مؤلف من أربعة طوابق فوق رؤوس أصحابه. وعلى بعد 500 متر من الغارة الأولى، قصفت طائرة حربية تجمع ابنية سكنية ما أدى الى دمار كبير فيه». وذكر شهود عيان أن الأبنية المستهدفة مسكونة بالكامل من قبل مدنيين. وزاد المركز: «أما الصاروخ الثالث الذي قصفته طائرة حربية سقط ولم ينفجر في حديقة المثلث المطلة على الشارع الرئيسي في الحي من دون أن تسجل اصابات». وافادت «الهيئة العامة للثورة» مساء امس ان حصيلة الغارات بلغت 60 شخصا، موضحة ان «15 مدنيا قتلوا في حي الميسر، في حين قتل نحو 30 في طريق الباب نتيجة الغارات الجوية بالبراميل المتفجرة والصواريخ». وقال ناشطون انهم وثقوا أسماء 21 قتيلاً في حي طريق الباب جراء قصف طيران النظام السوق الشعبي, وتابعت «الهيئة العامة للثورة»: «شهد الريف الحلبي لاسيما الشمالي منه سلسلة غارات جوية كان اعنفها في مدينتي الشيخ عيسى واعزاز التي ادت الى مقتل خمسة أشخاص وجرح عشرات اضافة الى تهدم البيوت والمنازل فوق رؤوس ساكنيها». وزادت: «غصت المشافي الميدانية في حلب بالجرحى. وظهرت مناشدات الى المواطنين للتوجه اليها من أجل التبرع بالدم بعد المجزرتين اللتين شهدهما حيا طريق الباب والميسر». وأشارت الى ان قوات النظام استهدفت ب «صاروخ فراغي» معبر باب الهوى شمال البلاد على الحدود السورية - التركية، وقصفت مناطق عدة في شمال غربي البلاد. وفي شمال شرقي البلاد، قالت «الهيئة العامة للثورة» ان دير الزور تعرضت لعدد من الغارات الجوية من طائرات حربية حيث «استهدف الثوار اسوار مطارها العسكري، في حين استهدفت قوات النظام براجمات الصواريخ و المدفعية قرية الجفرة التي حررها الثوار» اول من امس. وتابعت ان محافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد تعرضت امس الى قصف هو «الاعنف منذ اشهر بالتزامن مع اشتباكات في بلدتي تل براك وتل حميس بين مقاتلي الجيش الحر وقوات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي وجيش الدفاع الوطني مدعوماً بقصف مدفعي عنيف للنظام من مطار القامشلي والفوج 154». واشارت «الهيئة» الى انه تم «استهداف منزل أحد قيادات حزب الاتحاد الديموقراطي بسيارة مفخخة ادت الى اصابته بجروح بليغة ونقله الى المستشفى الوطني في المدينة وهو في حالة خطرة ، بينما استقدم الثوار مزيداً من التعزيزات الى المنطقة». وفي جنوب البلاد، جرت «اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «الجيش الحر» وقوات النظام على جبهة المستشفى الوطني في مدينة درعا المحطة، ترافقت مع قصف من قبل النظام على حي طريق السد، في حين سقط العديد من المدنيين جرحى جراء القصف المدفعي على بلدة الغارية الغربية في ريف درعا»، بحسب «الهيئة».