هدد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي امس ب «إحراق خيم المعتصمين في الأنبار إذا لم ينسحبوا منها»، وقال أن «اليوم (امس) هو أخر صلاة جمعة في ساحة الفتنة»، فيما اكد المعتصمون مواصلة التظاهر، وطالبوا الحكومة ب «ملاحقة الميليشيات بالتزامن مع العمليات العسكرية ضد القاعدة». وقال المالكي في تصريح إلى قناة «العراقية» شبه الرسمية امس إن «اليوم (أمس) سيشهد أخر صلاة جمعة في ساحة الفتنة في مدينة الرمادي»، وأشار الى ان «من يريد الصلاة الموحدة فإن مكانها الجوامع، وليس قطع الطرق». وطالب «عشائر الأنبار التي تنصب خيماً في ساحة الفتنة مكرهة، بسحبها حتى لا تتعرض للحرق إكراماً للعشائر». ولكن المعتصمين في الرمادي، معقل انطلاق التظاهرات الاحتجاجية قبل عام، اكدوا أنهم باقون وطالبوا «بمحاسبة ميليشيات مسؤولة عن القتل والتهجير في بغداد وديالى». وقال إمام الجمعة في الرمادي سعد الفياض امس إن «السنوات تمر والمواطن العراقي لا يجد أملاً في ساسته وبرلمانه وحكومته التي أغلقت الآذان وغضت الأبصار ولم تنفذ خدمة واحدة لشعب ينزف دماً منذ سنوات». وأشار الى ان «ساحات الاعتصام في الرمادي والفلوجة باقية لن ترفع الخيام حتى تنفيذ الحقوق»، وطالب المالكي ب «محاسبة الميليشيات التي تقتل وتهجر الأبرياء في وضح النهار في بغداد وحزامها وفي ديالى». في سامراء طالب إمام الجمعة في ساحة الاعتصام الشيخ محمد مطر الحكومة، بملاحقة الميليشيات بالتزامن مع العلميات العسكرية الجارية ضد عناصر تنظيم «القاعدة». ودعا المعتصمين الى «الاستمرار والثبات الى حين تنفيذ المطالب»، وحمّل الأجهزة الأمنية المسؤولية عن «اي خرق امني يستهدف ميدان الحق في سامراء بعد فتحهم الطرق المحيط بالساحة». وطلب مطر من رئيس الوزراء التوقف عن «تضليل عشائر الجنوب وإيهامهم بأن ساحات اعتصام عشائر السُنة تضم ارهابيين»، وقال ان «الجميع يعلم ان ساحات الاعتصام خالية من الإرهاب وقد أقيمت لتحقيق مطالب اهل السنة». ودعا السياسيين السنة الى «الوقوف مع ساحات الاعتصام ومع مطالب المكون السُني المسلوبة، وإلا فليقفوا على الحياد وليصمتوا وكفاهم مهاترات، فغداً يفضحهم التاريخ». في تكريت قال خطيب الجمعة الشيخ داود الجنابي إن «على السياسيين الذين فشلوا في تقديم الأمن والخدمات للمواطن العراقي أن يكفوا عن نشر غسيلهم على حبل الاعتصامات». وأضاف خلال صلاة الجمعة الموحدة التي أقيمت في حدائق الأربعين وسط المدينة إن «اعتصاماتنا مستمرة رغم دخولها العام الثاني ولن تنتهي إلا بتحقيق المطالب». وقال ان «قلوب المعتصمين اليوم كلها تتجه نحو ساحات الاعتصام في الأنبار وما يتعرض له المعتصمون من مضايقات»، داعياً «القوات الأمنية الى تفتيش الساحات التي أثبتت سلميتها وخلوها من أي مظاهر مسلحة».