أكد وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب أن التفجير الإرهابي الذي استهدف أخيراً مديرية الأمن في محافظة الدقهلية في قلب مدينة المنصورة (120 كيلومتراً شمال القاهرة) تسبب بأضرار لحقت بمبنى المسرح القومي الذي أنشئ عام 1867. وأضاف في مؤتمر صحافي عقب تفقده مبنى المسرح القومي في المنصورة أمس، أن هذا التفجير الذي أوقع عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى تقف وراءه «جماعة إرهابية ضالة استهدفت ليس مديرية الأمن فحسب وإنما تراثاً حضارياً وجزءاً من الذاكرة الإنسانية باستهداف المسرح القومي في المنصورة ومباني تاريخية أخرى منها مقهى أندريا وكنيسة الأرمن الكاثوليك ومسجد الصالح نجم الدين أيوب». وأضاف أن المسرح القومي في المنصورة هو من أقدم المؤسسات الثقافية التي أنشئت في مصر، إذ عاصر تشييده الفترة التي أنشئت فيها دار الأوبرا المصرية عام 1869 وخضع أكثر من مرة للترميم. ومعروف أن المسرح القومي في المنصورة مغلق منذ سنوات في إطار مشروع جديد لترميمه، وتسبب التفجير الأخير بتصدع بعض جوانبه، الأمر الذي يستوجب التدخل السريع المباشر وبدء عمليات الترميم والإنشاء في المبنى. وتوقع عرب أن يعود المسرح القومي في المنصورة إلى أبهته السابقة، ولفت إلى أن هذا المسرح غنت فيه أم كلثوم وعرض فيه جورج أبيض بعض أعماله. وقال: «سنعمل على عودة هذا المسرح إلى سابق مجده، لكي تُقدم فيه عروض أوبرالية وموسيقية ومسرحيات لفرق الشباب، فالمنصورة مدينة لها تاريخ وذاكرة فنية وثقافية كبيرة، فهي مسقط رأس أم كلثوم ورياض السنباطي وبديع خيري وفاتن حمامة وغيرهم من قمم الفن والفكر والثقافة». وأقر ب «تقصير الدولة المصرية خلال ال40 عاماً الأخيرة في شؤون كثيرة، أهمها التعليم والثقافة اللذان لا يمكن الفصل بينهما».