القدس المحتلة - أ ف ب - نفى الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أمس ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن وجود قناة تفاوض سرية بين الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. وقالت الصحيفة في تقريرها أن مستشار رئيس الحكومة إسحاق مولخو يجري اتصالات في لندن مع رجل الأعمال الفلسطيني باسل عقل ممثلاً عن الرئيس محمود عباس. غير أن أبو ردينة نفى ذلك في تصريح رسمي، قائلاً: «ليس هناك أي اتصالات سرية مع الحكومة الإسرائيلية». وقال مسؤولون فلسطينيون أن المفاوضات تتركز في هذه المرحلة بين عباس ونتانياهو عبر الوسيط الأميركي جون كيري، موضحين ل «الحياة» أن فريقاً أميركياً سياسياً وأمنياً يقيم في القدس، ويجري اتصالات ومفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف جسر الهوة بينهما، تمهيداً لوصول كيري في وقت لاحق. ويعمل كيري على صوغ بنود اتفاق انتقالي جديد بين الجانبين يتوقع الإعلان عنه، في حال نجاحه، قبل نهاية نيسان (أبريل) المقبل، وهو موعد انتهاء الأشهر التسعة المتفق عليها لإجراء المفاوضات. إستيطان في غضون ذلك، صرح مسؤول اسرائيلي امس بأن الحكومة ستعلن مطلع الاسبوع المقبل بناء وحدات استيطانية جديدة في المستوطنات تزامناً مع الإفراج عن الدفعة الثالثة من الاسرى الفلسطينيين في اطار مفاوضات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة. وقال المسؤول لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم كشف هويته، ان «الحكومة الاسرائيلية ستعلن عن طلب استدراج عروض لعمليات بناء جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بالتزامن مع الإفراج عن مجموعة ثالثة من الاسرى»، كما حدث عند اطلاق الدفعتين السابقتين. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وافق قبل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في 30 تموز (يوليو) برعاية الولاياتالمتحدة، على الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين تبعاً لتقدم المفاوضات. وأطلقت إسرائيل دفعتين، الأولى في 13 آب (اغسطس)، والثانية في 30 تشرين الأول (أكتوبر). وذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي طلبا بشكل واضح من اسرائيل الامتناع عن الاعلان عن أي مشاريع بناء في المستوطنات بالتزامن مع الإفراج المقرر عن 26 معتقلاً فلسطينياً في 29 كانون الأول (ديسمبر). لكن نتانياهو حذر الاسبوع الماضي من انه ينوي تجاهل هذه النداءات، وقال خلال اجتماع سياسي: «لن نتوقف للحظة واحدة عن بناء بلدنا وتعزيز وتطوير... المستوطنات». وتتحدث وسائل الإعلام الاسرائيلية منذ ايام عن احتمال صدور هذا الاعلان عن بناء مستوطنات جديدة. وكتبت صحيفة «معاريف» ان تصاعد العنف في الاسابيع الاخيرة هو الذي دفع نتانياهو الذي وافق أولاً على تأجيل الاعلان عن طلب استدراج العروض لأسبوعين او ثلاثة اسابيع، الى الاعلان عن ذلك بالتزامن مع الإفراج عن المعتقلين. ونقلت عن مسؤول رفيع ان رئيس الحكومة خضع على ما يبدو لأصوات داخل تحالفه رأت ان «عدم الاعلان عن البناء بالتزامن مع الإفراج عن الاسرى سيفسر على انه مؤشر الى ضعف لدى اسرائيل». اما صحيفة «يديعوت احرونوت»، فرأت ان نتانياهو يسعى بالاعلان عن البناء الاستيطاني، الى «تهدئة الجناح اليميني» في تحالفه. وكان نتانياهو اعرب الاربعاء عن اسفه لعدم تنديد الرئيس محمود عباس بالهجمات الاخيرة التي استهدفت اسرائيليين عبر قطاع غزة، وقال في بيان ان «الهجمات الارهابية في الايام الأخيرة ضد الاسرائيليين هي نتيجة مباشرة للتحريض على الكراهية في الصحف والمدارس الفلسطينية».