افتتح رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور، مؤتمر المشاريع الصغيرة والمتوسطة وبرامج ضمان القروض الذي تنظمه «الشركة الأردنية لضمان القروض» بمناسبة مرور 20 سنة على تأسيسها، ويستمر يومين. وأكد خلال كلمته الافتتاحية على أهمية المؤتمر الذي يأتي متزامناً مع عمل الحكومة في إعداد الرؤية الإقتصادية والإجتماعية للمملكة حتى عام 2025، والتي يُتوقع إقرار صيغتها النهائية قبل نهاية السنة، وشدد على أن الحكومة تتبنى في تعاملها مع سبل دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضمن برنامجها الإقتصادي، إطاراً شاملاً لأهمية المشاريع. وأشار الى ان الحكومة تولي أهمية خاصة لتوفير التمويل من مصادر مختلفة للمشاريع بشروط ميسرة تمكنها من التوسع، وتساعدها على تعزيز تنافسيتها، سواء من مصادر التمويل المحلية وبرامج القروض والسلف الموجهة من المصرف المركزي والتي يُعاد إقراضها للمشاريع من خلال المصارف ومؤسسات التمويل المحلية، أو من خلال خطوط الإئتمان الخاصة التي أصبحت متوافرة أو تلك التي يُعمل على توفيرها. وأشار محافظ المصرف المركزي زياد فريز بدوره، الى أن تأسيس الشركة الأردنية لضمان القروض جاء بمبادرة من «المركزي» عام 1994، لافتاً إلى أن الشركة استطاعت خلال الفترة الماضية تحقيق غايتها التأسيسية بجدارة. ولفت الى ان المصرف يسعى إلى توفير خطوط إئتمان للمشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال المصارف العاملة في المملكة، لافتاً إلى أن الأردن حصل على قرض ميسّر من البنك الدولي قيمته 70 مليون دولار وخط ائتمان بشروط مشابهة بقيمة 50 مليون دولار من «الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي»، تبعه خط آخر بقيمة 150 مليون دولار من الصندوق ذاته. وقال: «يجري العمل على إتمام الشروط المرجعية النهائية لتسهيل خاص من بنك الإعمار الأوروبي بقيمة 150 مليون دولار للغاية ذاتها، حيث عمل البنك المركزي على تقديم التسهيلات والدعم اللازم لتيسير استفادة المصارف من هذا القرض بكلف وآجالٍ مناسبة». واعتبر المدير العام ل «البنك العربي» نعمة صباغ، إنعقاد المؤتمر في الوقت الحالي مهماً لتزامنه مع بروز أهمية قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في ضوء الفرص والتحديات التي تشهدها المنطقة، مؤكداً دور القطاع المصرفي المحوري في خلق فرص عمل ودفع عجلة الاقتصاد. وأضاف: «تشير الإحصاءات إلى أن الاقتصادات العربية في حاجة إلى خلق فرص عمل لما يقارب 25 مليون شاب وشابة يُتوقع أن يطرقوا باب سوق العمل خلال السنوات العشر المقبلة، إضافة إلى أعداد العاطلين من العمل،» وتابع «لخلق هذه الوظائف فإن الدول العربية التي تمر حالياً بمرحلة التحول في حاجة، كحد أدنى، إلى أن تضاعف معدلات النمو لديها عن المعدلات الحالية المنخفضة أصلاً والتي تقل عن ثلاثة في المئة». واعتبر المدير العام ل «الشركة الأردنية لضمان القروض» محمد الجعفري. أن انعقاد هذا المؤتمر يجمع أصحاب الخبرة والاختصاص من دول العالم في سبيل إثراء التبادل المعرفي حول صناعة ضمان القروض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والإطلاع على تجارب بعض البلدان المشاركة مثل تركيا وماليزيا بقصد استحداث وسائل وأدوات لتوفير التمويل اللازم لأصحاب المشاريع الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة، وتمكينهم من اتخاذ دور ريادي في قيادة الإنتاج والتصنيع وتطوير القطاعات الخدماتية والتجارية في الاقتصاد. ويشارك في تقديم أوراق العمل خبراء من البنك الدولي و «مؤسسة التمويل الدولية» و «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» والاتحاد الأوروبي.