على رغم أن المنشد حامد الضبعان معروف بأناشيده الدينية، إلا أنه يبدي حماسة للتعاون مع فنانين غنائيين وملحنين في أعماله الإنشادية، داعياً إلى «التقارب بين المنشدين والفنانين، والتعاون بين الطرفين، لتقديم أعمال فنية خالية من الموسيقى، والإفادة من خبرة وإمكانات المنتمين إلى الوسط الغنائي، لتقديم أعمال إنشادية مميزة» - بحسب قوله -. وقال الضبعان ل«الحياة»: «لمست من خلال تجربة شخصية أن مثل هذا التعاون يُسهم في الارتقاء بالأعمال الإنشادية، لأن الملحنين لديهم إلمام أكبر، بحكم تخصصهم ودراستهم التلحين، كما أنه سبب لجذب المنتمين إلى الوسط الفني، لتقديم أعمال إنشادية خالية من الموسيقى»، مطالباً منظمي المهرجانات الثقافية وبخاصة «الجنادرية» بأن «يمنحوا الفرصة للمنشدين للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية وإقامة الحفلات، خصوصاً مع تنامي شعبية المنشدين وتفوقهم على المطربين والفنانين في أحيان كثيرة». وأضاف المنشد الضبعان الذي شارك أخيراً في فعاليات «المهرجان الثقافي الرابع»، الذي تنظمه إدارة التربية والتعليم في محافظة حفر الباطن، المصاحب لجائزة «الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل» في أم رقيبة، «ينقص المنشدين الحضور في الاحتفالات الرسمية، وبخاصة مهرجان الجنادرية والمحافل المشابهة، وبعد أن نمنح الثقة أكثر لا ينقصنا شيء، فالمنشدون يملكون الإمكانات، وقاعدة جماهيرية عريضة، وعملنا ينافس - إن لم يتفوق - على الأعمال الموسيقية، وأنا واثق بأننا إن حضرنا في «الجنادرية» سيكون لنا بصمة». وعن التقارب بين الأعمال الإنشادية والفنيّة، قال الضبعان: «إن كثيراً من الفنانين الموسيقيين بدؤوا يتجهون إلى الأناشيد بالتوزيع البشري، والمؤثرات الصوتية والآهات، عوضاً عن الموسيقى»، لافتاً إلى أن فكرة التعاون بين المنشدين وشعراء القصائد المُغناة والملحنين «كنت أنا أول من بدأت بها مع خالد عبدالرحمن وفارس مهدي وعزازي وجابر الكاسر والأمير بدر بن عبدالمحسن والأمير السامر، كما سبق وأن أديت «دويتو» مع الفنان جابر الكاسر، وكان ناجحاً بكل المقاييس». وأشار إلى أن الهدف من مثل هذا التعاون «الاستفادة من خبرة وطاقات أهل الفن، فهم أقدم منا في المجال وأقوى إمكانات، كما أنهم أخذوا التلحين بدرس وتخصص، إضافة إلى الموهبة، بخلاف المنشدين»، لافتاً إلى اجتذاب الفنانين «لتقديم الأناشيد والشيلات، والتعرف على جمهور هذا النوع، فهم أكثر ولا يقارنو في جمهور الأغاني». وعن مهرجان أم رقيبة قال الضبعان: «المهرجان كبير جداً، وأصبح في الأعوام الأخيرة تظاهرة ثقافية، ولكنه يحتاج إلى أن يكون له حفلة افتتاح واختتام تحوي أوبريتاً، لأنه وسيلة الجذب والموروث الشعبي، وغني جداً بالأسماء، التي تستطيع أن تقدم أوبريتاً وحفلة فيهما من صبغة التراث والموروث الشعبي». وعلى الصعيد الشخصي، أوضح أنه بصدد «إصدار شريط خلال الأشهر المقبلة»، مؤكداً أن إقلاله من الحضور على صعيد الإصدارات بخلاف الأعوام السابقة، كان «متعمداً، لمراجعة النفس، ومراجعة الأعمال. وأبحث عن التجديد وأن أقدم تعاوناً سيكون قوياً جداً مع فنانين من الخليج العربي». يذكر أن حامد الضبعان يُعد أحد أبرز المنشدين على الساحة الإنشادية، وله جمهور عريض، وإصدارات متعددة، وعرف بتنوع إصداراته، فهو يقدم منولوجات شعبية تناقش قضايا اجتماعية، كما يقدم في إصدارات أخرى قصائد عن الصحراء والقنص، ويقوم بإنشاد قصائد تراثية. وكانت أكثر أعماله إثارة للجدل قصائد مغناة شهيرة من الفلكلور الشعبي واجه إثرها انتقادات كثيرة من جمهوره المحافظ، إلا أنه أوضح أنه استشار أحد العلماء وشرح له رؤيته، واقتنع العالم بنظرته بتقديم قصائد فلكلورية من دون موسيقى.