كشف متحدثون متخصصون في الزراعة والتغذية عن تلوث نحو 5 في المئة من الأغذية الزراعية بسبب رشها بالمبيدات الحشرية، وهو ما يشكل خطراً على صحة الإنسان. وأوضح المتحدثون خلال ورشة عمل بعنوان: «الملوثات والمتبقيات في الأغذية» أن نتائج دراسة أجرتها وزارة الشؤون البلدية والقروية عن المبيدات الحشرية التي ترش على الأغذية في المزارع، مشيرة إلى وجود احتمال لوصول ضرر هذه المبيدات إلى الإنسان والحيوان والتربة والمياه، على حد سواء. وقال إن نتائج الدراسة أجرتها إدارة المختبرات في وزارة الشؤون البلدية والقروية واستغرقت ثلاثة أعوام، شملت تحليل جميع العناصر الغذائية التي تتأثر بهذه المبيدات. وفي حين أكد المتحدثون وجود نسبة مسموح بها من أثر المبيدات على الأغذية وأخرى مطلوبة، شددوا على خطورة وضرر النسبة الممنوعة على صحة الإنسان. وبحسب مدير إدارة المختبرات في وزارة الشؤون البلدية والقروية عبدالحكيم الجبير فإن الدراسة شملت في إحدى المراحل مناطق جازان والمنطقة الغربية والمنطقة الوسطى ومنطقة القصيم والمنطقة الشمالية، وخلصت إلى أن أجمالي 68 في المئة من العينات خالية من أي مبيد فيما لم تتجاوز 26 في المئة من العينات الحد المسموح به من المبيدات في الأغذية، أما العينة التي تجاوزت الحد المسموح به من المبيدات، سواء في القشرة الخارجة أم داخل الثمرة فبلغت 5.4 في المئة. ولفت الجبير إلى أن الدراسة وضعت في الاعتبار نتائج دراسات قديمة عملت في عام 1994 في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كانت وجدت أن نحو 8 في المئة من العينات بها بقايا ملوثات تجاوزت الحد المسموح به. فيما تفاوتت نسبة بقايا الملوثات الضارة في الأغذية في دراسات أخرى أجرتها هيئة الدواء والغذاء ووزارة الشؤون البلدية والقروية كانت أجريت في تواريخ متفاوتة بين عامي 2001 و2005، إذ بلغت أعلاها نسبة 15 في المئة في سوق الخضار المركزية لمدينة رئيسة في السعودية ونحو 2 في المئة، وهي معدلات مرتفعة مقارنة بالمعدلات العالمية التي بلغت صفر في المئة في دولة مثل اليونان، فيما بلغت النسبة في جميع دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة 4 في المئة فقط. وأشار عبد الحكيم الجبير إلى أن مختبرات الوزارة تتم تغذيتها بأكبر قدر ممكن من المبيدات المتنوعة لتسهل عملية الكشف عن سموم المبيدات الحشرية. موضحاً أن عدد العينات التي تم الكشف عنها في البحث هي 4 آلاف عينة، منها 2735 عينة خالية من المبيدات بنسبة 68 في المئة، أما العينات التي ضمن المسموح بها فبلغت 1069 عينة بنسبة 26 في المئة. فيما أشار المتحدثون إلى أن 99 في المئة من الخضار والفاكهة الموجودة في السعودية رشت بالمبيدات الحشرية، أما الأغذية العضوية فهي موجودة في الأسواق، لكنها عالية الكلفة. وتطرقت دراسة عرضت في ورشة العمل إلى المناطق الأكثر انتشاراً للمنتجات الغذائية التي حوت على نسب خطرة من المبيدات التي تنتشر في أغذيتها فحلت أولاً منطقة القصيم من حيث التلوث بالمبيدات بنسبة 7.52 في المئة، تليها «جازان» ب7.35 في المئة، فيما حلت ثالثاً المنطقة الجنوبية بنحو ثلاثة في المئة، تلتها الغربية بنسبة 5.08 في المئة ثم «الرياض» بنسبة 4.97 في المئة فالمنطقة الشمالية ب4.97 في المئة، وأخيراً المنطقة الشرقية إذ بلغت نسبة العينات التي تم أخذها وحوت نسبة خطرة 3.91 في المئة. فيما أكد ممثل لوزارة الزراعة أن لا وجود لأي لائحة يمكن أن يعود إليها المزارعون وتسمح بمعاقبتهم في حال أخلوا بقانون رش المبيدات، إذ إن المتوافر في وزارة الزراعة لا يتعدى وجود أنظمة حول تداول المبيدات الحشرية. وعللت وزارة الزراعة عدم وجود لائحة لأصحاب المزارع والمزارعين بأن المزارع ملكيتها خاصة لأصحابها ولا يمكن السيطرة على عملية الرش فيها، فضلاً عن صعوبة مراقبة الرش بسبب المساحة الكبيرة للمملكة، لذلك اقتصر عمل وزارة الزراعة على التوعية. وحضر ورشة العمل التي استمرت ثلاثة أيام ممثلون عن وزارة الزراعة وهيئة الغذاء والدواء وحماية المستهلك، وأيضاً ممثلون عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وغيرها من الجهات، وقسم المختبر الملكي للسموم وتلاه رئيس قسم السموم والمختبر الملكي بمستشفى الملك فيصل التخصصي محمد الطفيل والختام كان بورقة عمل للمستشار غير المتفرغ بهيئة الغذاء والدواء صالح الدوسري. وفي موضوع آخر دعا المتحدثون إلى سن القوانين اللازمة لتداول المضادات الحيوية والهرمونات في مزارع الدواجن والحيوانات، وإلى إدراج مختبرات للكشف السريع عن بقايا المضادات الحيوية والهرمونات في جميع المسالخ والتشديد على الرقابة الصحية الدورية على مزارع الدواجن، كما أوصت ورشة العمل بتحريم وتجريم استخدام الهرمونات الصناعية في مزارع الدواجن. وذكر الاختصاصي في قسم الإنتاج الحيواني بكلية علوم الأغذية والزراعة عبدالله العويمر أن صرف المضادات الحيوية لم يتم رصده حتى وقتنا الحاضر، مشيراً إلى استحالة حقن أو تغذية الدجاج على الهرمونات وأضاف: «هذا اعتقاد خاطئ، إذ إن الدواجن لها مضادات حيوية».