تكشف وزارة الشؤون البلدية والقروية يوم غدٍ الثلاثاء عن نتائج بحوث ودراسات ومسح ميداني شامل لأسواق المملكة نفذته الوزارة على مدى ثلاث سنوات لرصد حجم التلوث في المواد الغذائية والفواكه والخضار واللحوم المحلي منها والمستورد لقياس حجم مستوى التلوث في السوق ومقارنتها بدراسات عالمية مماثلة سعيا للخروج بخارطة طريق للبحث العلمي في مجال الحد من تأثير الملوثات على الغذاء. ويناقش عدد من الخبراء من داخل المملكة وخارجها في ورشة عمل "ملوثات الأغذية" التي تنظمها وزارة الشؤون البلدية والقروية وافتتحها نيابة عن الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية، صباح امس وكيل الوزارة للشؤون البلدية يوسف السيف على مدى 3 أيام نتائج 4 دراسات ميدانية أجرتها الشؤون البلدية سعيا للخروج بتوصيات في هذا الشأن بمشاركة عدد من الجهات والهيئات الحكومية والخاصة المعنية بسلامة المنتجات الغذائية وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي. وتم تحديد 4 ملوثات هي المبيدات في الخضار والفاكهة والمواد الغذائية والعناصر الثقيلة في الخضروات والفاكهة والمواد الغذائية والمياه، والمواد المضافة والحافظة في المواد الغذائية المصنعة، والهرمونات والمضادات الحيوية في اللحوم والدواجن ومنتجاتها، وميكروبات السالمونيلا والكامبيلوباكتر في الدواجن ومنتجاتها والأعلاف. السيف يلقي كلمته وأكد وكيل الوزارة للشؤون البلدية لدى افتتاحه اعمال الورشة انه ستتم خلال الورشة مناقشة نتائج البحوث والدراسات التي قامت بها الوزارة على مدى ثلاثة أعوام بالتعاون مع أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة بتحليل عدد 18500 عينة من مواد غذائية وبعض المدخلات التي لها علاقة بالمنتجات الغذائية مثل المياه والتربة والأعلاف وخلافها، موضحاً ان الوزارة تهدف إلى تحديد مستويات تلوث هذه المواد ببعض الملوثات الغذائية مثل (المبيدات، العناصر الثقيلة، المواد المضافة والحافظة، الهرمونات، المضادات الحيوية، السالمونيلا) وقد تم اختيار مختبر دولي معتمد ومطبق لنظام الايزو لتحليل هذه العينات، مع القيام بتحليل جزء من العينات في مختبرات الوزارة وتوصلت هذه الدراسات إلى النتائج التي ستعرض في هذه الورشة وقد روعي في ذلك أن تؤخذ عينات في أوقات مختلفة من السنة (الربيع- الخريف-الصيف-الشتاء)، وحرصت على إجراء مسح لأسواق المملكة من أجل معرفة حجم التلوث في المواد الغذائية والفاكهة والخضار المحلي والمستورد ومقارنة هذه النتائج بالدراسات والبحوث المماثلة عالمياً ونتائج الدراسات في دول العالم وتتطلع الوزارة بعرض هذه النتائج والنقاش حولها للخروج بتوصيات حول أسباب تلوث الخضار والفاكهة والمواد الغذائية واقتراح الإجراءات اللازمة للحد من التلوث حفاظاً على الصحة العامة. واكد السيف ان الوزارة في الوقت الحالي تعمل على إجراء مسح شامل للكشف عن المركبات المسرطنة في المواد الغذائية ومشروع الفحص الميكروبيولوجي للأغذية الجاهزة للأكل لأن الرقابة الصحية على الأسواق تتطلب الاستمرار في إجراء الدراسات الميدانية التي تراقب مستويات التلوث فيما يعرض في الأسواق من مواد غذائية وخضار وفاكهة ولحوم ودواجن وغيرها. وقد تضمنت الدراسات إجراء التحاليل المخبرية لعدد 4 آلاف عينة من الخضروات والفاكهة والمياه والتربة لتحديد مستويات تلوثها ببقايا المبيدات بعد أخذ هذه العينات من مناطق بالمملكة بالإضافة إلى إجراء التحاليل المخبرية للكشف عن المضافات والعناصر الثقيلة في 8150 عينة من المواد الغذائية. وفي الدراسة الخاصة بملوثات اللحوم والدواجن من الهرمونات والمضادات الحيوية تم تحليل أكثر من ثلاثة آلاف عينة، في حين تم تحليل قرابة 2000 عينة للكشف عن ميكروب السالمونيلا في الدواجن ومنتجاتها وكذلك الكشف عن ميكروب "الكامبيلوباكتر" في الدجاج مع مراعاة أخذ العينات في أوقات مختلفة على مدار العام لضمان دقة النتائج وصحتها في التعرف على حجم التلوث في المواد الغذائية المحلية أو المستوردة ومقارنة نتائج هذه الدراسات بمثيلاتها على المستوى الدولي. بعد ذلك انطلقت جلسات الورشة بجلسة عن متبقيات المبيدات في الاغذية برئاسة عبدالرحمن المنصور، وكيل الوزارة للشؤون القروية، واستعرض الدكتور عبدالحكيم الجبير، مدير إدارة المختبرات بالوزارة دراسة عن متبقيات المبيدات في الخضار والفاكهة وبعض المواد الغذائية، مبينا انه تم في هذا المشروع القيام بعمل دراسة مسحية للكشف عن بقايا المبيدات في الأغذية لعدد 4000 عينة في سبع مناطق من المملكة (منطقة الرياض - منطقة القصيم –- المنطقة الشمالية- المنطقة الشرقية - المنطقة الغربية- المنطقة الجنوبية- منطقة جازان- في مدة زمنية قدرها 3 سنوات وأظهرت النتائج المتحصل عليها أن 68.37% من عدد العينات التي تم تحليلها كانت خالية تماماً من بقايا المبيدات و26.87% من عدد العينات التي تم تحليلها كانت في الحدود المسموح بها و5.4% من العينات بها بقايا مبيدات أكثر من الحدود المسموح بها، من جهة آخرى أظهرت نتائج التحاليل لبقايا المبيدات في الأغذية بوجه عام أن أكثر المناطق تلوثاً ببقايا المبيدات في الأغذية المختلفة كانت في منطقة القصيم وكانت المنطقة الشرقية أقل المناطق تلوثاً بالمبيدات، أيضا مما يجب الإشارة إليه أن التغيرات الموسمية ليس لها تأثير معنوي على بقايا المبيدات في الأغذية، وجد أن الكشف عن بقايا المبيدات في الأغذية بنتائجها. من جهته تحدث الدكتور محمد الطفيل رئيس قسم السموم والمختبر الملكي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، عن المبيدات في الخضروات والأعشاب الطبية واثارها الصحي على الانسان، فيما ناقش أ.د. صالح الدوسري، المستشار بالهيئة العامة للغذاء والدواء، الاستخدام الآمن للمبيدات. واتفق المشاركون في الجلسة على ضرورة استخدام كافة الأمكانات البشرية والمادية المتاحة للتقليل من التأثير السلبي للمبيدات، وأخذ عينات من الأغذية المختلفة بصفة دورية وفحصها بالمختبرات المنتشرة في مناطق المملكة للكشف عن بقايا المبيدات في الأغذية، وسن قوانين رادعة تنظم عملية تداول واستخدام المبيدات في المزارع، والعمل على الالتزام بالمقاييس والمواصفات الآمنة لبقايا المبيدات في الأغذية.