أسهم تتابع المواسم من دون فارق زمني في ارباك الوضع الاقتصادي للاسر السعودية، إذ جاء موسم الصيف والسفر ثم تلاه شهر رمضان المبارك، وقضى على فتات الراتب موسم العيد الذي أرهق كثيراً جيوب السعوديين الذين تغيرت عاداتهم في رمضان بشك كبير. يقول علي السبيعي تتابعت المناسبات والمواسم خلال شهرين، اذ اجتمع موسم الصيف الذي ينشط فيه السفر، ثم أتى مباشرة شهر رمضان المبارك الذي استنزف الجيوب في شراء المواد الغذائية التي كلفت الكثير من الأموال. وتلاه عيد الفطر الذي استنزف ما تبقى من نقود جراء ارتفاع أسعار الملابس، وعدم قناعة الأسر بشراء المخفض منها والاصرار على شراء الماركات العالمية على رغم ارتفاع اسعارها. واوضح أن راتبه الشهري الذي يبلغ 8 آلاف ريال انتهى قبل العيد ما اوقعه في مأزق مادي. أما محمد الورقان، ففضل الاتجاه إلى بطاقة «الفيزا» التي كان يرفض استخدامها في السابق، لافتاً إلى أنه للمرة الأولى يجد نفسه عاجزاً عن تلبية مصاريف أسرته على رغم تجاوز راتبه الشهري ال 10 آلاف ريال الا انه لم يستطع تحمل مرور ثلاث مناسبات متتابعة. وقال انه اشترط على عائلته في حال السفر في العيد عدم شراء ملابس جديدة، مشيراً إلى أنه في هذه الحال ضرب عصفورين بحجر واحد، وهما عدم شراء الملابس وتأجيل مصاريف السفر إلى فترة العيد في وقت تقل الأسعار أكثر من فترة الصيف. ولفت الى ان الكثير من زملائه لجأوا الى السلف او بيع أجهزة إلكترونية غالية الثمن لتلبية حاجات «العيدية» المتزايدة. أما خالد الفراج، فيقول انه اتجه إلى تقليل بعض الطلبات التي اعتادوا جلبها خلال العيد بعد تزاحم الطلبات التي وصفها بأنها «لا ترحم»، وقال إنه اعتاد توفير جزء من رواتبه الشهرية لكنه لم يستطع هذا الموسم ادخار اي مبلغ، بل إنه اضطر إلى صرف ما كان جمعه خلال الفترة الماضية. من جهته، أشار أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود محمد الدوسري إلى أن تلاحق الطلبات على الأسر خلال المواسم المتنوعة والتي اختلفت المستلزمات فيها من موسم لآخر، ساهم في إرباك الوضع الاقتصادي للأسر من جهة، ووضع رب الأسرة في حرج من جهة أخرى حين تصدم أفراد الأسرة بعدم تلبية طلبها. وأضاف ان غالبية التجار يحاولون استغلال الموسم بكل الطرق من خلال رفع الأسعار في وقت الذروة بالذات وساعة الصفر، والتي انعكست على موازنة رب الأسرة بشكل كبير جراء تلاحق الطلبات وبقاء الراتب دون تغيير. وأكد ضرورة أن تضع الأسر خططاً اقتصادية ومالية للمصروف على المدى الطويل وإلا لن يستطيع الراتب فقط تلبية جميع الحاجات، مؤكداً ان هذه الخطط تساعد في تنظيم الأسر مادياً دون الحاجة إلى أية مساعدة خارجية، مشيراً الى أن الأسر السعودية عموماً تعتبر فوضوية في الالتزامات المالية والموازنة.