قتل ما لا يقل عن 300 شخص بينهم 87 طفلاً، في ثمانية أيام من القصف الجوي الذي يشنه سلاح الطيران السوري على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب (شمال) وريفها، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس. وجاء ذلك في وقت تقدم مقاتلو المعارضة نحو السيطرة على سجن حلب المركزي بعدما فتحوا الطريق إليه قبل أيام بسيطرتهم على مستشفى الكندي الذي حوّله النظام إلى ثكنة لقواته. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «منذ 15 كانون الأول (ديسمبر) وحتى 22 منه، قتل 301 بينهم 87 طفلاً و30 سيدة و30 مقاتلاً معارضاً» في القصف الذي استهدف كبرى مدن الشمال السوري وبلدات في ريفها. وتتهم المعارضة السورية ومنظمات غير حكومية نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام «البراميل المتفجرة» في قصف هذه المناطق. وهذه البراميل تكون محشوة بمادة «تي أن تي» لتسبب دماراً واسعاً، وتلقى من الطائرات الحربية والمروحية من دون نظام توجيه للتحكم بأهدافها. وترى المعارضة أن هذه الضربات الجوية هدفها كسر معنويات سكان المناطق التي تسيطر عليها، وتأليبهم ضد المقاتلين المعارضين. وأكد مصدر أمني سوري ل «فرانس برس» الاثنين أن القوات النظامية تلجأ إلى الغارات الجوية في محافظة حلب خلال الأيام الماضية بسبب النقص في أعداد الجنود على الأرض، مشيراً إلى أن ارتفاع حصيلة القتلى مرده إلى وجود مراكز المقاتلين وسط المناطق السكنية. وتشهد حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل بدء النزاع منتصف آذار (مارس) 2011، معارك يومية منذ صيف 2012. ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها. وأدى القصف من القوات النظامية إلى تدمير أحياء بكاملها، بحسب شهود ومصادر طبية. وتحدث منظمة «هيومان رايتس ووتش» السبت عن «كوارث» في المدينة، متحدثة عن سقوط أكثر من 200 قتيل بين الخامس عشر والثامن عشر من الشهر الجاري. وقال ناشطون إن قوات النظام وسّعت أمس ضرباتها في شمال البلاد لتشمل بلدة أعزاز قرب الحدود التركية حيث سقط 15 قتيلاً. وأضافوا أن القصف بالبراميل المتفجرة شمل أمس مجدداً أحياء قاضي عسكر والمرجة في حلب حيث قُتل ثلاثة أشخاص. وجاء تصعيد القصف الحكومي على مناطق المعارضة في حلب وريفها بعد التقدم الميداني لقوات المعارضة هناك. وأفيد أمس أنهم اقتربوا من السيطرة على سجن حلب المركزي الذي حاصروه على مدى شهور لكنهم فشلوا في التقدم داخله. لكن سيطرتهم على مستشفى الكندي الأسبوع الماضي فتحت لهم الطريق نحو السجن المركزي. وأمس ظهر «الأمير» سيف الله الشيشاني (رسلان ماشالياشفيلي)، زعيم جماعة «جيش الخلافة الإسلامية» (القوقازية)، في شريط فيديو على شبكة الإنترنت وهو يتحدث إلى مقاتليه عقب سيطرة الثوار على مستشفى الكندي - التي حولها النظام إلى ثكنة عسكرية - في حلب. وشاركت في عملية الاستيلاء على المستشفى فصائل عدة بما في ذلك «الجبهة الإسلامية» (من ضمنها «حركة أحرار الشام») و «جبهة النصرة»، وتم فيها استخدام تفجيرين انتحاريين بشاحنات مفخخة. وظهر سيف الله الشيشاني في شريط الفيديو أمام انقاض المستشفى المدمر، وقال إن المكان بات خالياً من الكفار. وتابع أن الاستيلاء على الموقع تم بعد «عملية استشهادية». ثم يوجّه الشيشاني «رسالة» إلى رئيس الشيشيان رمضان قاديروف قائلاً: «عندما يقول قاديروف إنه سيرسل رجالاً إلى هنا فأنا أقول له: أرسلهم، فنحن في انتظارهم». وكان رئيس الشيشان أعلن قبل أيام أنه يتم تدريب مقاتلين روس للتصدي للجهاديين الشيشان الذين يقاتلون في سورية بعدما عبّر هؤلاء علناً عن رغبتهم في العودة لقتال حكمه المدعوم من روسيا الاتحادية. في غضون ذلك، أعلنت «لجان التنسيق المحلية» عن شن الطيران الحربي للنظام خمس غارات على قرى جبل الأكراد في اللاذقية واستهداف قرية مجدل كيخيا بالبراميل المتفجرة. وأفيد أيضاً عن سقوط قتلى وجرحى في قصف جوي على مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، وعن قصف جوي عنيف تعرضت له داعل وجاسم وحي طريق السد في محافظة درعا الجنوبية. وأقرت مواقع إخبارية للنظام السوري بتراجع القوات النظامية من حول مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق بعدم هجوم معاكس شنته فصائل المعارضة. وتحاول قوات النظام منذ أيام استعادة السيطرة على هذه المدينة التي تقع على طريق رئيسية تصل بين دمشق والحدود العراقية شرقاً. وفي القدسالمحتلة (أ ف ب)، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قذيفة هاون اطلقت في اطار النزاع في سورية سقطت أمس في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان. وقالت ناطقة باسم الجيش ل «فرانس برس»: «سقطت قذيفة على مرتفعات الجولان» من دون أن تسبب أضراراً أو اصابات. وأشارت الى ان الجيش فتح تحقيقاً في الموضوع. واضافت ان «الدلائل الاولية تشير إلى ان القذيفة سقطت بالخطأ وكانت جزءاً من القتال في سورية».