أفرجت السلطات الإسرائيلية عن الأسير سامر العيساوي (34 سنة)، صاحب أطول إضراب عن الطعام في التاريخ، الذي استمر نحو ثمانية أشهر، واستدعى حركة تضامن شعبي واسعة. وكانت السلطات الإسرائيلية أخرت الإفراج عن العيساوي حتى ساعات الليل بهدف الحؤول دون قيام احتفالات في قريته العيساوية. وكان سامر اعتقل عام 2003 بتهمة الانتماء إلى «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، والمشاركة في هجمات مسلحة على أهداف إسرائيلية، وحكم عليه بالسجن 30 عاماً. وأطلق في تشرين الثاني (أكتوبر) عام 2011 في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، والتي أفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت في مقابل أكثر من 500 أسير فلسطيني. وبعد شهرين من إطلاق سراحه، أعادت السلطات الإسرائيلية اعتقاله بتهمة خرق شروط الإفراج عنه. وطالبت النيابة العامة الإسرائيلية الحكم عليه بإمضاء ما تبقى على فترة حكمه السابقة البالغة 20 عاماً، ما دفعه إلى خوض إضراب مفتوح عن الطعام استمر من مطلع آب (أغسطس) عام 2012 حتى 23 آذار (مارس) عام 2013. وأوقف إضرابه بعد أن وافقت النيابة العسكرية على صفقة مقترحة من الدفاع تقضي بإبقائه ثمانية أشهر أخرى في السجن في مقابل وقف إضرابه. والعيساوي واحد من عشرة أسرى أفرج عنهم في الصفقة، وتمت إعادة اعتقالهم. وأثار إضراب سامر عن الطعام احتجاجات واسعة في الضفة الغربية شملت اعتصامات وإضرابات ومسيرات ومواجهات عمت أنحاء البلاد. وتعرضت عائلته إثر هذه الاحتجاجات إلى ممارسات انتقامية، منها قيام السلطات الإسرائيلية بهدم بيت شقيقه، وقطع المياه عن بيت عائلته في قرية العيساوية في القدس. وسامر واحد من ثمانية أشقاء وشقيقة واحدة تعرضوا جميعاً إلى الاعتقال. وأمضت شقيقته المحامية شيرين سنة في السجن بتهمة «مساعدة الأسرى» الذين كانت تزورهم أثناء توليها الدفاع عنهم. ووالدة سامر كانت أولى المعتقلين في العائلة، إذ تم اعتقالها عام 1973، وحكم عليها بالسجن ستة أشهر بتهمة مساعدة جرحى أصيبوا في مواجهات مع الجيش عندما كانت تعمل ممرضة في مستشفى في أريحا. الآسرى الاطفال في غضون ذلك، كشفت محامية وزارة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية هبة مصالحة، أن «الأسير المريض القاصر نعمان الرجبي (17 عاماً) حاول الانتحار في السابع من الشهر الجاري بتعليق نفسه في حبل داخل غرفته، إلا أن يقظة زملائه الأسرى حالت دون ذلك، وتم إنقاذه». وأوضحت أن الرجبي «مريض نفسياً وعقلياً منذ عام 2008 عندما تعرض إلى حادث سير صعب، وأصيب إصابة بالغة في رأسه، ولا يزال يعاني من مشاكل نفسية، ويحتاج إلى عناية طبية ونفسية خاصة». وأشارت إلى أن «الأسير محمد أبو رموز (15 عاماً) من مخيم شعفاط في القدس حاول الانتحار بعد وضعه في قسم أوفيك الخاص بالسجناء المدنيين الأطفال». ولفتت إلى أن إدارة السجن عاقبت أبو رموز «بوضعه في غرفة أرضيتها وجدرانها مصنوعة من الأسفنج خاصة بالسجناء الذين يهددون بالانتحار، وبقي مقيد اليدين والرجلين إلى السرير مدة يومين من دون طعام». من جهتها، حذرت وزارة الأسرى من احتمال وفاة الأسير المريض نعيم الشوامرة في شكل مفاجئ». وقالت بعدما زارته في مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي، إنه «يعاني من ضمور الشرايين والعضلات، وهو مقعد على كرسي متحرك، ويبقى 24 ساعة منكمشاً على نفسه ونائماً، ويتكلم بصعوبة ولا يستطيع الحركة». وأوضحت أن «الأطباء وتقرير الطبيب الفلسطيني رفيق مصالحة أفادا بأن الشوامرة مصاب بضمور العضلات، ولا يوجد له علاج شافٍ». ونقلت عن الشوامرة قوله إنه «منذ تم نقله إلى مستشفى الرملة في الخامس من الشهر الجاري، لم يجر أي طبيب فحوص له على رغم شكواه من استمرار آلامه وأوجاعه، وردوا بأنه مصاب بمرض خطير، ولا يستطيعون فعل أي شي له».