وصفت المحامية شيرين العيساوي شقيقها الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ نحو تسعة أشهر بأنه «هيكل عظمي بمعنويات عالية جداً». وتمكنت شيرين، بصفتها محامية، من زيارة شقيقها أمس أثناء انعقاد هيئة المحكمة للنظر في قضيته في المستشفى الذي يعالج فيه، بينما منع جميع أفراد عائلته، وبينهم والدته، من رؤيته. وكانت والدته البالغة من العمر 65 سنة حضرت إلى المستشفى يحدوها الأمل برؤيته، لكن السلطات رفضت السماح لها بالدخول. وقالت شيرين إن والدتها تعرضت إلى الشتم والتهديد من متظاهرين يهود عنصريين حضروا إلى المستشفى، وأن أحدهم هددها بقتل سامر. وقالت شيرين ل «الحياة» إنها تمكنت من معانقة شقيقها للمرة الأولى منذ شهور طويلة، واصفة وضعه الصحي بأنه «سيء، لكن معنوياته عالية». وقالت: «إنه هيكل عظمي، فعظام قفصه الصدري بارزة بشكل واضح». ومضت تقول: «لكن معنوياته مرتفعة جداً». وأنهت المحكمة جلستها من دون صدور حكم في قضية سامر الذي أعادت السلطات اعتقاله بعد شهرين فقط من تحرره في صفقة تبادل الأسرى مع حركة «حماس» في تشرين الثاني (أكتوبر) عام 2011 بتهمة خرق شروط إطلاق سراحه التي تقضي بعدم مغادرته مكان سكنه في قرية العيساوية قرب مدينة القدس. وكان سامر اعتقل عام 2002 بتهمة الانتماء إلى «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، والمشاركة في هجمات مسلحة على أهداف إسرائيلية، وحكم عليه بالسجن 30 عاماً، وأمضى عشر سنوات في السجن. وتطالب النيابة العامة الحكم عليه بالسجن خمس سنوات عقاباً له على ما اسمته خرق شروط إطلاق سراحه. وقالت شيرين إن شقيقها أبلغها أنه توقف عن تناول الفيتامينات في الوريد، وإنه قرر مقاطعة جلسات المحاكمة المقبلة. وتحاول السلطات التوصل إلى اتفاق مع سامر ومحاميه جواد بولس لإنهاء إضرابه، لكن المحامي قال إنها لم تقدم عرضاً مقبولاً حتى اليوم، وأن كل ما قدمته ينحصر في الإبعاد إلى غزة أو إلى أوروبا. وأضاف المحامي أن طاقم المفاوضين اجتمع صباح أمس مع العيساوي، وبحث معه اقتراحات غير مقبوله رفضها، مبدياً إصراره على أن يجري الإفراج عنه إلى بيته ورفضه الإبعاد. ونقل بولس عن الطبيبة المشرفة على علاجه والتي رافقته إلى جلسة المحكمة، بأنه أوقف المدعمات، ويرفض إجراء أي فحوص طبية. وقال إن القاضية طلبت من الطبيبة إجباره على تناول الطعام، وأن الأخيرة ردت بالقول: «هذا عمل غير إنساني، ولا يمكن لنا كأطباء أن نقوم به». واحتشد أمس عشرات المتضامنين مع العيساوي في مقابل عشرات المناهضين له من المتطرفين اليهود أمام المستشفى الذي يعالج فيه والذي عقدت فيه المحكمة. ودفعت الشرطة الإسرائيلية بتعزيزات كبيرة لمنع الاحتكاك بين المتضامين معه والمناوئين له. والعيساوي واحد من عشرة أسرى أفرج عنهم في الصفقة، وتمت إعادة اعتقالهم. وأثار إضرابه تدخلاً دولياً واسعاً، إذ أجرت جهات عدة اتصالات مع الحكومة الإسرائيلية من أجل إطلاق سراحه، مثل الاتحاد الأوروبي. وهو واحد من ثمانية أشقاء وشقيقة واحدة تعرضوا جميعاً للاعتقال. وأمضت شقيقته المحامية شيرين سنة في السجن بتهمة «مساعدة الأسرى» الذين كانت تزورهم أثناء توليها الدفاع عنهم. ووالدة سامر، ليلى العيساوي، كانت أولى المعتقلين في العائلة، إذ اعتقلت عام 1973، وحكم عليها بالسجن ستة أشهر بتهمة مساعدة جرحى أصيبوا في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي حيث كانت تعمل ممرضة في مستشفى في مدينة أريحا. وتتنقل والدته من اعتصام إلى آخر تضامناً مع ابنها الذي تخشى على حياته نتيجة إضرابه المتواصل منذ الأول من آب (أغسطس) العام الماضي. وتعتقل إسرائيل 4900 أسير فلسطيني، منهم 104 أسرى منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993. ومن بين المعتقلين 25 يعانون من أمراض السرطان. وتوفي أحد الأسرى المصابين بالسرطان قبل أسابيع، فيما أطلقت السلطات قبل أيام سراح الأسير محمود التاج الذي يعاني من أمراض خطيرة خشية وفاته في السجن، علماً أن 204 أسرى توفوا في السجون الإسرائيلية منذ عام 1967.