كشف مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، أن ثلثي مراجعي قسم إسعاف الأطفال فيه «لا يحتاجون إلى تدخل طبي طارئ»، مشيراً إلى إعادة مراجعين إلى المراكز الصحية في الأحياء، «بعد التأكد من عدم حاجاتهم إلى الخدمات الإسعافية». وأوضح مدير المستشفى الدكتور صالح السلوك، أن الحدّ الأقصى لوقت الانتظار الذي يقضيه مراجع قسم الإسعاف، من الحالات غير العاجلة بلغ ساعتين و50 دقيقة، ولم يتجاوز وقت انتظار الحالات العاجلة 30 دقيقة. ورصد المستشفى متوسط وقت انتظار الحالات غير العاجلة، من التسجيل حتى معاينة الطبيب، واتضح أنه «ساعة وثلث الساعة، وكحد أقصى بلغت مدة الانتظار ساعتين و50 دقيقة، لعدد محدود من المجموع اليومي للمراجعين. فيما المعيار يحدد بين ساعتين إلى 4 ساعات كمدة مقبولة لانتظار مثل هذه الحالات، أما الحالات العاجلة فلم تكن تنتظر أكثر من 30 دقيقة من التسجيل حتى معاينة الطبيب. واستقبل قسم إسعاف الأطفال في المستشفى خلال شهر محرم الماضي 16.270 طفلاً وطفلة. وقال مدير المستشفى: «إن عدد الزيارات إلى قسم إسعاف الأطفال منذ عدة أشهر، يراوح حول 15 ألف زيارة شهرياً»، مضيفاً أن «أكثر من ثلثي مراجعي قسم الإسعاف ليسوا ممن يحتاجون تدخلاً طبياً إسعافياً، وفق آخر التحاليل الإحصائية»، مشيراً إلى أن أعراض وشكاوى الأطفال «يمكن متابعة أمرها في المركز الصحي، أو أخذ مواعيد في العيادات العامة للأطفال أو التخصصية كعيادات الجلدية، أو الأنف والأذن والحنجرة». وذكر السلوك، أن «الإحصائية الخاصة بالشهر نفسه توضح أنه تم تنويم أكثر من 500 طفل، أقل من 5 في المئة منهم في أقسام التنويم الداخلية. كما قدم القسم أكثر من 4 آلاف جلسة بخار». وأوضح أن «متوسط التنويم اليومي يزيد عن 15 مريضاً في اليوم، ويقوم الطاقم الطبي بالإسعاف بتقويم أوضاعهم وتوفير حاجات الرعاية الأساسية لهم، وتنسيق دخولهم أقسام التنويم ونقلهم إليها». ولفت مدير المستشفى، إلى أن من ضمن حالات التنويم كان هناك «الكثير من الأطفال المرضى المحولين من مستشفيات طرفية، مثل الخفجي، وحفر الباطن، وبقيق، فضلاً عن مستشفيات أهلية»، مشيراً إلى أن القسم استقبل حالات مرضية لأطفال نقلهم إسعاف الهلال الأحمر، من أكثر من موقع في الدمام. وقال السلوك: «إن قسم الإسعاف يعمل فيه أطباء عدة على مدار الساعة، يبلغ مجموعهم الكلي 22 طبيباً، ويصل معدل معاينة المرضى إلى 740 مريضاً لكل طبيب شهرياً. كما يقدم الرعاية التمريضية في القسم 52 ممرضاً وممرضة، يتناوبون على 3 أوقات للعمل على مدار الساعة»، مضيفاً أن «عمل الطاقم الطبي في القسم يتخلله الكثير من الأعمال الكتابية الورقية، والاتصالات التلفونية، والتنقل بين المختبر والصيدلية، ومواقع ملاحظة المرضى، وقسم الأشعة». ووضع المستشفى منطقتي فحص ومعاينة، وفي كل منهما عدد مستقل من الأطباء يركز كل منهم في منطقته، الأولى هي منطقة الحالات «الباردة»، أو «غير العاجلة»، وهي عبارة عن عيادات للمعاينة. أما الثانية، وهي الأهم فهي منطقة الفحص الرئيسة، إذ يتم توجيه الحالات العاجلة إليها. وأكد مدير المستشفى، أن «الأقسام الإسعافية لا تقدم الخدمة لمن يحضر أولاً، بل لمن يحتاج الرعاية وفق الشكوى وخطورتها، لذلك تبدأ خطوات الرعاية بعد التسجيل، بالفرز الطبي، إذ يقوم أحد أفراد الطاقم الطبي بالتعرف على شكوى الطفل من والديه، ومعاينة عامة له، لتصنيف الخطورة والحدة، وبالتالي تقرير المحطة التالية ومدة الانتظار، على اعتبار أن الحالات التي تصل لقسم الإسعاف تتفاوت بين ما يحتاج تدخلاً فورياً وإنعاشاً، وبين ما يمكن أن تنتظر لساعات عدة». وأكد السلوك، أن الواجب الأساس لقسم الإسعاف هو «توفير الرعاية اللازمة في أسرع وقت ممكن للحالة التي تتطلب التدخل السريع، كحالات ضيق التنفس، ومضاعفات الأمراض المزمنة، مثل السكري، والقلب، أو التشنجات والغيبوبة، و أحياناً حوادث التسمم بالمواد الكيماوية أو الجرعات العالية من الأدوية»، مضيفاً «ينصبُّ جلّ اهتمام الطاقم الطبي على إنهاء إجراءات التقويم الطبي والفحوص لمثل هذه الحالات التي تتطلب التدخل العاجل، أما الحالات الأخرى فلا يتم إهمالها، ولكن يتم تخصيص مسار «الحالات غير العاجلة». إذ يجلس من طبيب إلى 3 أطباء، لمعاينة هذه الحالات، لاسيما في أوقات إقفال مراكز الرعاية الصحية الأولية. أما في الفترة الصباحية من أيام الأسبوع؛ فيتم إعادة المراجعين إلى المراكز الصحية في الأحياء، بعد التأكد من عدم الاحتياج إلى الخدمات الإسعافية».