بعد يومين على إطلاقه المفاجئ، إثر سجنه 10 سنوات، تعهد قطب النفط الروسي السابق ميخائيل خودوركوفسكي السعي الى الافراج عن السجناء السياسيين في بلاده، مستدركاً أنه سينأى عن «الصراع على السلطة». خوردوكوفسكي الذي عقد مؤتمراً صحافياً في متحف مخصص لجدار برلين قرب نقطة العبور بين شطري برلين اثناء الحرب الباردة، أكد أن لا شروط في إطلاقه، وأنه لم يقرّ بذنبه، في طلبه عفواً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال انه على رغم تأكيد الكرملين انه حر في العودة الى روسيا، لن يستطيع ذلك الآن اذ لا ضمانات الى انه سيكون قادراً على مغادرة بلاده مجدداً. وذكر أنه لم يتخذ قرار مغادرة روسيا فوراً بعد الإفراج عنه، وزاد: «لم يكن لديّ أي خيار. أوقظني رئيس معسكر السجن الساعة الثانية فجراً، وقال لي إنني سأرحل الى منزلي. وخلال الرحلة علمت أنني وصلت الى برلين. رأيت على باب الطائرة انها ألمانية». وذكر أنه سمع للمرة الأولى بإمكان الافراج عنه، في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حين ابلغه محاموه أن وزير الخارجية الألماني السابق هانز ديتريش غينشر الذي سعى طويلاً الى اطلاقه، «قال إن الرئيس بوتين لن يجعل من إقراره بالذنب شرطاً للافراج عنه». وأشار خودوركوفسكي الى أن وضعه المالي جيد وأن لا خطط لديه للعودة الى قطاع الأعمال مجدداً، مستدركاً أنه لم يتخذ قرارات في شأن مستقبله. وقال: «الصراع على السلطة ليس لي». واستدرك: «علينا متابعة العمل بحيث لن يكون هناك مزيد من السجناء السياسيين في روسيا ودول أخرى. سأبذل قصارى جهدي في هذا الصدد». وأضاف: «أود في تكريس ما تبقى لي من وقت لأسدد ديوني للشعب، وأعني بذلك مَن ما زالوا في السجن. وآمل من الساسة الغربيين بأن يضعوا في اعتبارهم أنني لست آخر سجين سياسي في روسيا، عندما يتحدثون مع بوتين». وحض الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش على أن يمتثل ببوتين ويطلق زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو. وكان خودوركوفسكي قال لمجلة «ذي نيو تايمز» المعارضة: «لن اعمل في السياسة ولن أسعى الى استعادة اسهم (مجموعته النفطية السابقة) يوكوس». وأضاف ان «السلطات (الروسية) تستطيع ان تقول انها لم ترسلني الى المنفى وبأنني طلبت ذلك، ولكن من يعرف الواقع الروسي، يتفهم تماماً أنهم كانوا يريدون مني ان اغادر البلاد». وتابع: «من وجهة النظر القانونية لم يُغلق ملف قضيتي المدنية الاولى. الامر يتعلق بدفع 550 مليون دولار، وينص القانون الروسي على أن ذلك يعطيهم الحق في الامتناع عن الموافقة على مغادرتي البلاد». وابلغ شبكة «دوزاد» المستقلة غينشر اقترح فكرة العفو عنه لاسباب انسانية، بسبب تدهور الوضع الصحي لوالدته. وكان خودروكوفسكي أغنى أغنياء روسيا، وأوقف عام 2003 لاتهامه بالفساد. ودين في محاكمتين ب«الاحتيال والتهرّب الضريبي» و «سرقة النفط وتبييض اموال»، وحُكم بسجنه 14 سنة، وكان يُفترض إطلاقه في آب (أغسطس) المقبل. لكن مدافعين عن حقوق الانسان يعتبرونه ضحية لبوتين، بعدما ساند أحزاباً سياسية، منتهكاً حظراً في هذا الشأن فرضه الرئيس الروسي على خودروكوفسكي وامثاله من الأوليغارشيين الذين جمعوا ثروات طائلة من خصخصة المؤسسات العامة، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وبعد اعتقاله فُكِّكت «يوكوس» وبيعت، وانتهت اصولها الاساسية الى شركة «روسنفت» الرسمية، وهي أضخم منتج للنفط في روسيا ويرأسها ايغور سيتشين، حليف بوتين.