إطلاق سراح ميخائيل خودوركوفسكي ، أشهر سجين في روسيا وصاحب الإمبراطورية النفطية السابق يساهم بشكل كبير في إرتفاع أسعار البورصة في موسكو ويجدد الأمل بتحسن الاقتصاد والمناخ السيء للأعمال في روسيا. وجاء إعلان الكرملين غداة تأكيد بوتين وخلافاً لكل التوقعات أنّ خودوركوفسكي الذي يفترض أن يتم الإفراج عنه في آب-أغسطس المقبل، تقدم إليه بطلب عفو لأسباب انسانية على خلفية مرض والدته. ولم يمكث رجل الأعمال الروسي ميخائيل خودوركوفسكي في روسيا ولا ساعة واحدة بل توجه إلى ألمانيا فور إطلاق سراحه بموجب عفو أصدره الرئيس الروسي .. ووصل إلى برلين التي رحبت على أعلى المستويات بإطلاق سراحه وذكر التلفزيون الحكومي نقلا عن مصادر ملاحية أن السجين السابق نقل بمروحية إلى سان بطرسبورغ، قبل أن تعلن إدارة السجن أنه توجه إلى ألمانيا. وقالت إدارة السجون في تصريح نقلته وكالة ريا نوفوستي "لقد توجه بالطائرة إلى ألمانيا حيث تعالج والدته، وقدم طلبا للحصول على جواز سفر". وأشار محللون سياسيون واقتصاديون إلى أنّ بوتين يسعى لتحسين أجواء الأعمال وصورة روسيا مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبيةالشتوية في سوتشي في شباط-فبراير المقبل، وهي مسألة ترتدي أهمية كبرى لدى الرئيس الروسي. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد رحبت بالعفو عن خودوركوفسكي، وقالت في بروكسل حيث تشارك في القمة الأوروبية: "عملت كثيرا من أجل الإفراج عن السيد خودوركوفسكي، لذلك فإنني سعيدة بذلك". وذكرت ميركل أنها ستحرص بالطبع على أن يكون هناك نقاشات جديدة حول نقاط أخرى خلافية مع موسكو. كما رحب وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير بالعفو الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ميخائيل خودوركوفسكي . وقال شتاينماير اليوم الجمعة، عقب لقاء له مع نظيره من لوكسمبورغ جين أسيلبورن في برلين: "إنه لنبأ طيب، لكنه أيضا نبأ يشير لنا بأنه يتعين علينا مواصلة المحادثات مع روسيا حول دولة القانون وحقوق الإنسان خلال الأعوام المقبلة". وكان خودوركوفسكي أسس قبل إنهيار الاتحاد السوفياتي مصرف "ميناتب" الذي مكنه من شراء أغلبية أسهم مجموعة يوكوس النفطية التي سيطر عليها في آخر المطاف، ومع بداية الألفية الجديدة تحول إلى أول روسي يختار إدارة شفافة على النمط الغربي. وتعاقد مع متخصصين أجانب وأصبح أفضل المستثمرين وخطط حينها لتحالف بين يوكوس واكسون موبيل الأميركية. وتحولت شركة يوكوس بفضل السوق النفطية إلى أول شركة روسية في هذا القطاع وخودوركوفسكي إلى أكبر ثري في البلاد. وكان خودوركوفسكي يعتبر في إحدى الفترات أغنى رجل في روسيا وإحدى أكثر الشخصيات نفوذا في هذا البلد. وحكم عليه في ألفين وخمسة بالسجن مع الأشغال الشاقة ثمانية أعوام إثر إدانته بالإحتيال والتهرب الضريبي. وعلى إثر محاكمة ثانية بتهمة سرقة النفط وتبييض أموال بقيمة تفوق ثلاثة وعشرين مليار دولار، رفعت العقوبة إلى السجن أربعة عشر عاما. ويرى المدافعون عن حقوق الإنسان وعدد من المراقبين الأجانب أنّ خودوركوفسكي الذي يبلغ من العمر اليوم خمسين عاما كان ضحية تصفية حسابات نظمها فلاديمير بوتين.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: بعد إطلاق سراح خودوركوفسكي .. هو يطير الى المانيا والبورصة تطير في موسكو