الاتحاد أصبح «نادي العجائب» إلى درجة أنه في كل مرة يفاجئك بما لم يخطر لك على بال، سواء من تصرفات إدارييه أم من تصريحات مسيريه أم من حوارات شرفييه. الموسم الذي بدأ ب«الشاورما» ومر بمنعطفات كثيرة رست سفنه على شاطئ «يكلمون لاعبينا»، ولا أدري كيف سينتهي هذا الموسم الكابوس على «العميد» وعشاقه، فالاتحاد الذي يرى إداريه ناصر المحمادي أنه يجب أن يعامل معاملة «المتصدر» ليصرح على طريقة «لا تكلمني ولا تكلم لاعبي فريقي» أتى بما لم تأت به الأوائل عندما اتهم إداري الشباب خالد المعجل ومساعد المدرب الشبابي بمفاوضة لاعبيه بعد المباراة. أتساءل: هل يعتقد المحمادي أن لاعبيه في كوكب المريخ وأنه لا يمكن الوصول إليهم إلا عبر مكوك فضائي لأجل مقابلتهم ومفاوضتهم؟ هل يعتقد إداري «العميد» أن المعجل ضاقت به سبل مفاوضة اللاعبين واستقطابهم إلا في الملاعب وبعد المباراة؟ الكل يعرف أن المعجل كان مدير الكرة في المنتخب السعودي الأول قبل شهور قليلة، وأنه يملك القدرة الكاملة على الوصول إلى أي لاعب في الاتحاد أو غيره بمليون وسيلة غير ساحة الملعب بدءاً بالاتصال الهاتفي مروراً ب«واتساب» وانتهاءاً ب«تويتر»! ألا يعتقد المحمادي أن الاتصال باللاعب هاتفياً ومفاوضته أمر ممكن؟ أم يظن أنه الوحيد الذي يمتلك هاتف فهد المولد وأحمد عسيري؟! كلما ضاقت الظروف بالأندية السعودية خرج إداريوها على حدود المنطق لتشتيت أذهان جماهيرهم عن سوء أدائهم وأداء الفرق التي يشرفون عليها لتحويل الأنظار من اتجاه إلى آخر، مرة بافتعال مشكلة لا وجود لها، ومرة باختراع أعداء غير موجودين، وأخرى بلعب دور «المظلوم» الذي يحاربه الجميع لكي لا يتفوق، وكلها قصص يتداخل فيها الواقع مع الخيال لأجل إشعال هوس المدرجات بقصص تمنحهم الوقت ليحلوا مشكلاتهم الحقيقية، وهذه هي الطريقة التي يتعامل بها وللأسف مسيرو الأندية منذ عشرات السنين في السعودية. وكان من الممكن أن ندرج ما قاله المحمادي ضمن هذا الإطار لكن المبالغة «الفانتازية» أفسدتها وأدخلتها منطقة «أفلام الخيال»، ومحاولة «التشتيت» بهذه «الطريقة السطحية» كانت أشبه ب«إنبراشة» لا مبرر لها في منتصف الملعب. الغريب أن من ضيوف القنوات الفضائية من انساق وراء كلام المحمادي غير المنطقي ليتطرق بعضهم إلى النظام والعقوبات التي قد تطاول الشباب لاختراقه الأنظمة بمفاوضة لاعبين لم تنتهِ عقودهم بعد، وهنا لا أعتب على إداري الاتحاد فهو يمتلك كل الحق ليقول ما يريد بالطريقة التي يريدها وبالأسلوب الذي يتناسب مع حاجاته، لكني ألوم «ضيوف الفضاء» الذين بنوا أحكامهم على ادعاءاته «الواهية». [email protected] aljabarty@