لم يعد لحجم الأسماء ولا لتاريخها أهمية في الدوري السعودي، بل ولا حتى لأدائها في مواسم مضت، ولم تعد أسماء حفرت حروفها على جدران الذهب قادرة على تجيير النتائج وقلب الواقع الفني، لذلك نجح مدرب التعاون الجزائري توفيق روابح في التحكم بذكاء بالخيط الرفيع القابع بين الأبيض والأسود لينجح في إلحاق الهزيمة ببطل النسخة الماضية من الدوري الذي بات مهدداً بالهبوط. التعاون تسيد معظم فترات اللقاء وكان الأكثر خطورة ووصولاً إلى مرمى عبدالله العويشير في شوطي المباراة، ففي شوط أول أبيض غلب عليه التحفظ الدفاعي أدرك مدرب الفتح التوتسي فتحي الجبال صعوبة موقف فريقه فاستنجد بالقصير المكير إلتون بعد أن أبقاه بجانبه على دكة البدلاء، وفي الثلث الأخير من الساعة الأولى للمباراة تحرر الضيوف من أسلوبهم الدفاعي، وقاسموا أصحاب الأرض السيطرة على اللعب بهجمة هنا وأخرى هناك. تسابق مهاجمو التعاون في إهدار الفرص السهلة، وفي المقابل تصدى حارسهم لأكثر من فرصه محققه، حتى تكفل المدافع عدنان بإنهاء مسلسل الفرص المهدرة أمام المرمى من زملائه المهاجمين، وزف الفرح إلى المدرج التعاوني قبل نهاية اللقاء بربع ساعة، ليرمي الجبال بكل أوراقه الهجومية بغية التعديل، لكن التوفيق لم يحالف أياً منهم، ولأن مدرب التعاون استنفد تبديلاته كافة لم يتمكن من إشراك بديل لمهاجمه إيفولو الذي تعرض لإصابة في الدقائق الخمس الأخيرة من اللقاء، ليكمل الكاميروني ما تبقى من المباراة من دون فاعلية. بهذا الفوز أكد التعاون تميزه في الموسم الجاري، إذ تفوق على أندية مثل الأهلي والاتحاد وحتى الفتح ليبلغ المركز الرابع، بعد أن أضحى كابوساً للأندية التي يقابلها هذا الموسم ليسجل حضوره حصاناً أسود للمسابقة.