أظهرت وثائق سرّبها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن أن الاستخبارات الأميركية والبريطانية تجسست على رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت ومسؤول أوروبي ومكاتب للحكومة الألمانية. وذكرت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"غارديان" الجمعة أن الوثائق تشير إلى أن التجسس شمل رسائل الكترونية تم تبادلها بين عدد من المسؤولين الإسرائيليين، بينهم هدف عُرِّف على أنه "رئيس الوزراء"، يعود تاريخها إلى كانون الثاني (يناير) 2009 حين كان إيهود أولمرت يتولّى هذا المنصب. وفي الشهر التالي، اعترض جواسيس رسائل الكترونية خاصة بوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، كما تظهر سفاراتان إسرائيليتان على لائحة الأهداف. وأتى اعتراض رسائل أولمرت في خضم تعامله مع عواقب العملية العسكرية في قطاع غزة، وفي ظلّ توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب بسبب خلافهما حول توجيه ضربة لبرنامج إيران النووي وحول التعامل مع موجة من الهجمات الالكترونية التي استهدفت منشآت إيران النووية. وتشير الوثائق إلى أنه قبل عام من اعتراض رسائل خاصة بمكتب أولمرت تم استهداف معهد الفيزياء في الجامعة العبرية في القدس، وهو مركز متخصص بأبحاث الفيزياء الذرية والنووية. وأظهرت الوثائق أن الأهداف الأخرى للتجسس من 2008 حتى 2011 شملت شركات طاقة اجنبية ومنظمات إغاثة بينها منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة أطباء العالم وهي منظمة مساعدات فرنسية وشركة النفط والغاز الفرنسية توتال وشركة تاليس الفرنسية للصناعات العسكرية. وشملت عمليات التجسس أكثر من ألف هدف بينها نائب رئيس المفوضية الأوروبية خواكين ألمونيا الذي اشرف على تحقيقات تتعلق بمكافحة الاحتكار وشارك في قضية طويلة بشأن "غوغل"، كما شملت مشتبهاً بهم بالتورط في أعمال "إرهابية". وسلط سنودن الضوء على عمليات تجسس واسعة قامت بها وكالة الأمن القومي الأميركية ونظيرها البريطاني مقر الاتصالات الحكومي (جي.سي.اتش.كيو) وهو ما اغضب كثيراً من حلفاء الولاياتالمتحدة وأشعل جدلاً ساخناً بشأن الموازنة بين الخصوصية والأمن. وقالت متحدثة باسم وكالة الأمن القومي الأميركية إن الوكالة لم تستخدم عمليات المراقبة لمساعدة شركات اميركية. وأضافت: "لا نستخدم قدراتنا المخابراتية في الخارج لسرقة الأسرار التجارية الخاصة بشركات أجنبية لصالح -أو لنقدم المعلومات التي حصلنا عليها إلى- شركات أمريكية لتعزيز قدرتها على المنافسة الدولية أو النهوض بقدراتها." لكن متحدثا باسم المفوضية الأوروبية قال إنه إذا ثبت التجسس على أحد مسؤوليها الكبار فسيكون هذا أمراً "غير مقبول يستحق الادانة الشديدة". وقالت "غارديان" إن الكشف عن أن مقر الاتصالات الحكومي البريطاني تجسس على مكاتب للحكومة الألمانية في برلين أمر محرج لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي وقع بيانا للاتحاد الأوروبي يدين تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على المستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وقال مقر الاتصالات الحكومي إنه على علم بالتقارير، لكنه لا يعلق على أمور خاصة بالمخابرات. وقال متحدث باسمه: "عملنا يتم وفقا لإطار عمل قانوني وسياسي صارم يضمن أن يجعل جميع انشطتنا مجازة ومتناسبة وفي إطار الضروريات".