حين يصبح موسم تنقلات نجوم ال «توك شو» في قنوات التلفزيون، مهماً إلى هذه الدرجة تتحول أهمية الإعلام إلى حقيقة مؤكدة، على رغم كل الجدل حولها. هل سببها أن الإعلام، التلفزيوني تحديداً، أصبح عين المشاهد على ما يحدث خارج بيته لحظة بلحظة، بعدما كان سابقاً عين المشاهد على ما يحدث خارج بلده، ولهذا هللنا له في إطار معركة الخروج من دوائر المحلية؟ بعد أحداث الثورات العربية ثبتت فاعلية هذا الإعلام في نقل ما يحدث خارج بيت المشاهد، وربما على بعد خطوات قريبة من مقر إقامته، وبتنا نحن سكان القاهرة نعرف أي الأحياء علينا تجنبها وأي الميادين والشوارع علينا الابتعاد منها بسبب البث المرئي المستمر حول التظاهرات هنا وهناك، خصوصاً تظاهرات طلاب «الإخوان» هذه الأيام التي تقطع طرق المدن والأحياء وشوارعها... مع ذلك كله، أو ربما من أجل ذلك كله يكمل المشاهد يومه مساءً مع نجوم ال «توك شو» بعدما علم أخبار الصباح وتحليلاته من برامج الصباح، ولها نجومها أيضاً، بعضهم انتقل من الصباح إلى المساء، ليس ترقية وإنما ضمانة بعدما حقق نجومية وصار له جمهور. بهذا، أضحى الموقف الآن كالآتي: برامج الصباح تستقبل نجوماً جدداً يواصلون العمل حتى المساء على القنوات المصرية الخاصة، وبرامج المساء تشهد «حركة ترقيات»، وأيضاً حركة تجديدات في البرامج، غالباً لا يتغير المحتوى عن الأحداث الجارية، ولكن يتغير الأسلوب والديكور واللوك مع قدوم هذا النجم أو النجمة إلى القناة. فمثلاً أعلنت «إم بي سي مصر» مساء الأربعاء، انتقال شريف عامر إليها من قناة «الحياة» التي تستكمل برنامجها «الحياة اليوم» مع لبنى عسل التي ستستقبل زميلاً جديداً هو عمرو عبدالحميد مقدم برامج «سكاي نيوز عربية». وسيختفي أحمد موسى من أمسيات «التحرير» ليذهب إلى قناة «القاهرة والناس» ليحل محله جمال عنايت الوافد من قناة «اليوم». وأيضاً تظهر جيهان منصور في «صباح التحرير» بدلاً من «صباح دريم»، أما إبراهيم عيسى فكان الأول في رحلة الهجرة، إذ التحق بقناة «أون» منذ أسبوعين تاركاً «القاهرة والناس»، غير أن ال «أون» أعلنت أيضاً عن نجم جديد استقطبته وهو حسام السكري الذي كان رئيس القسم العربي في شبكة «بي بي سي». ومع مجيء العام الجديد، سيصحو المشاهد في مصر على هذه التشكيلة الجديدة - القديمة من الوجوه الإعلامية وهي تبدأ سباقاً محموماً للمنافسة على الجدارة والصدارة... وربما يصعد بعضهم ببرنامجه إلى آفاق أكثر قيمة من دون جذب جمهور أكبر، أو يحدث العكس، وتتفوق جاذبية النجم أو النجمة على قيمة البرنامج وأهميته، مع العلم أن النجم لا يعمل وحده، فهناك الإدارة وفريق العمل وجهة اسمها الإعداد هي الأكثر أهمية في تحديد ما يطرح من أفكار. غير أن كل هذا يخرج إلينا من فم مقدم الحلقة ونجمها يجبرنا على الانتظار معه حتى النهاية... أو الانصراف منذ البداية.