كشف المدرب المصري طه الطوخي الذي قاد منتخب الكويت للفوز بلقب أول دورة خليجية عام 1970 في البحرين، أن الأمير خالد الفيصل سبق أن أبلغه بأنه يتمنى قيادته لتدريب المنتخب السعودي الأول، لكنه كان معاراً بشكل موقت من نادي النصر الكويتي لقيادة «الأزرق» في أول محفل كروي خليجي، مشيراً في حوار خص به «الحياة» إلى أن الفيصل هنأه على انضباط لاعبي الكويت خارج الملعب، فضلاً عن أدائهم الفني العالي داخله، لافتاً إلى أنه أخطره بأنه لو لم يكن مرتبطاً مع الاتحاد الكويتي لتعاقد مع الاتحاد السعودي لتدريب المنتخب الأول «الأخضر». ووجه الطوخي عتاباً للجنة المنظمة ل«خليجي 22» لعدم دعوته لحضور المباريات على رغم أنه أول مدرب يفوز بالبطولة، مؤكداً أنه سبق وأن أجرى اتصالاً برئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، الذي وعده بترتيب زيارة له لحضور فعاليات الدورة، لكن الأخير لم يف بوعده. وأعرب الطوخي عن تمنياته بالتوفيق للاتحاد السعودي في تنظيم هذا الحدث الخليجي، مشيداً بمنظومة الرياضة السعودية ومسؤولي الكرة على وجه الخصوص، لما يملكونه من خبرات كبيرة بداية من استضافة كأس القارات وكأس العالم للشباب، إضافة إلى وجود ملاعب ملائمة. ذكريات البطولة الأولى وعن ذكرياته مع «خليجي1» التي استضافتها المنامة، أكد الطوخي أنه تسلم مهمة تدريب «الأزرق» في ديسمبر 1969، أي قبل أشهر من البطولة التي ضمت منتخبات الكويتوالبحرين والسعودية وقطر، وأقيمت مبارياتها من 27 آذار (مارس) حتى 3 من نيسان (أبريل) على ملعب مدينة الشيخ عيسى الرياضية، وافتتحها الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين. مضيفاً: «كنت في ذلك الوقت مدرباً للنصر الكويتي، وكانت نتائج الفريق مميزة، الأمر الذي دعا الاتحاد الكويتي للاستعانة بي للإشراف على المنتخب الأول»، مشيراً إلى أنه بدأ في تجهيز «الأزرق» على رغم ضيق الوقت الفاصل بين تاريخ تسلمه المنصب وانطلاق البطولة، وأوضح: «لعبنا مواجهة ودية أمام البحرين قبل البطولة، وصاحبتها أحداث دراماتيكية، بعد أن كنا متأخرين بثلاثة أهداف لهدفين في الشوط الأول، قبل أن نقلب النتيجة في الثانية وننتصر ب(8-3)»، وزاد: «تلك النتيجة وجدت صدى كبيراً في الوسط الرياضي الخليجي، ما جعل الكويت المرشح الأول للقب الأول». واستطرد: «رفض الاتحاد الكويتي في ذلك الوقت إقامة معسكر خارجي، لأجبر على إعداد برنامج داخلي شمل مقابلة الأندية المحلية، إضافة إلى مواجهة فريق الإسماعيلي المصري الذي كان يزور الكويت وقتها». وواصل الطوخي استعادة ذكريات البطولة الأولى، وقال: «قررت الاعتماد على عدد من الأسماء الشابة في الوديات، وتعرضت لانتقادات حادة بسبب إشراكي حمد بوحمد الذي لا يتجاوز عمره 16 عاماً، وخلف سطام الذي كان يلعب في فريق في الدرجة الثانية، قبل أن يظهرا إمكانات عالية». واستطاعت الكويت الفوز في مبارياتها الثلاث في النسخة الأولى من دورة الخليج، بعد أن تجاوزت السعودية (3-1) وقطر (2-4)، قبل أن تطيح بأصحاب الأرض البحرين (3-1). وبفخر كبير يواصل المدرب المصري: «على رغم وجود عدد من المدربين الكبار في الدوري الكويتي، إلا أن الاتحاد حينها قرر الاستعانة بي على سبيل الإعارة من فريق النصر»، وزاد: «مباراتنا مع البحرين كانت الأصعب على الإطلاق، خصوصاً أن البطولة مقامة على أرضه وبين جماهيره، وكنا نحتاج إلى نقطة واحدة فقط لنتوج باللقب، بعد أن جمعنا 4 نقاط من الفوز على السعودية وقطر (الفوز حينها بنقطتين)، بينما كان للمنتخب البحريني 3 نقاط من فوز وتعادل، ولم يكن أمامه بديل سوى الفوز، ولكننا قدمنا عرضاً رائعاً وأحرزنا ثلاثة أهداف». وعن التكريم الذي أعقب البطولة، قال الطوخي: «بعد الفوز باللقب، عدنا إلى الكويت بطائرة خاصة، حظينا باستقبال شعبي كبير لم يسبق له مثيل، وتلقينا تكريماً من أمير الكويت السابق الشيخ صباح السالم، وأهدى كل لاعب ساعة من الذهب الخالي، إضافة إلى 500 دينار». وأشاد المصري المخضرم بدورات الخليج، مؤكداً أنها كانت وراء الطفرة الكبيرة التي شهدتها الكرة الخليجية، وزاد: «لولا هذه البطولة لظلت الملاعب في الخليج رملية، ولما سمع أحد عن الكرة الخليجية في كأس العالم، ولما تقدمت الدوريات المحلية ولما تقدم الإعلام الرياضي». وعن مستوى «الأزرق» الكويتي في الوقت الحالي ونظيره في السبعينات والثمانينات الميلادية، قال: «الكويت كان من بين أفضل المنتخبات الآسيوية والعربية، وصاحب إنجازات تاريخية، لكن تذبذب مستواه خلال الأعوام الماضية، بيد أنه لا يزال من بين أفضل منتخبات آسيا». وشدد الطوخي على صعوبة التكهن بهوية المنتخب الفائز بلقب «خليجي22»، مشيداً بتطور مستوى المنتخبات الخليجية في الأعوام الأخيرة، وإفراز عدد من المواهب الواعدة، مؤكداً أن العناصر الشابة ستكون دعامة كبيرة للمنتخبات في المستقبل لو شملتهم برعاية علمية. ويرى الطوخي أن فارقاً كبيراً بين الكرة في بداية حقبة السبعينات وعن الآن، إذ زادت فرص الاحتكاك والإمكانات المادية، على رغم المقارنة الظالمة بين لاعبي «خليجي 1» و«خليجي 22»، فإن اللاعبين القدامى كانوا أصحاب مهارات فنية أعلى بكثير، مستائلاً: «من يستطيع الوصول لمستوى نجوم الكويت جاسم يعقوب وحمد بوحمد والراحل فاروق إبراهيم ومرزوق سعيد وعبدالله العصفور وفيصل الدخيل؟». وعن أهم المحطات في حياته، أكد أنه درب الهلال السعودي عام 1973 حتى 1975، وأنه أجرى إحلالاً وتجديداً في صفوف الفريق، وأشرف على الفريق في الموسم الأول للدوري السعودي 1974-1975، وكان يقام بنظام المجموعتين وتصدر الهلال المجموعة الأولى والنصر الثانية، ثم عاد للهلال في موسم 1982 للإشراف على مدرسة الناشئين وفاز مع الفريق ببطولة المملكة 7 أعوام على التوالي، كما فاز ببطولة كأس مجلس التعاون الخليجي 3 مرات على التوالي، وأشار الطوخي إلى أنه درب في الإمارات نادي الجزيرة خلال الفترة من 1978 إلى 1980، كما تولى الإشراف على قطاع الناشين في أهلي دبي.