تشهد الدراما المصرية خلال العام الجاري عودة كبار الفنانين والفنانات الذين كانوا ابتعدوا العام الماضي بسبب تداعيات ثورة «25 يناير» وما تبعها من أزمات اقتصادية، جعلت منتجين يؤجلون أعمالهم، خصوصاً بعدما ألغي نظام المنتج المشارك الذي كانت تدعمه قطاعات الانتاج الحكومية (الانتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامي) بأكثر من 75 في المئة من الكلفة الانتاجية للمسلسلات. وآثر المنتجون هذا العام الاعتماد على أنفسهم من خلال الاتفاق مسبقاً مع عدد من شركات الاعلان وبعض الفضائيات التي تشارك في الانتاج، وفرض النجوم أنفسهم مجدداً على الساحة وأثبتوا أن لهم اليد العليا في سوق الدراما التلفزيونية لاعتبارات كثيرة، في مقابل حالة ارتباك شديدة تشهدها أعمال زملائهم من الشباب، مثل أحمد السقا وكريم عبدالعزيز ومصطفى شعبان وعمرو سعد وآخرين. وفي هذا الإطار، يستكمل عادل أمام تصوير مسلسله «فرقة ناجي عطا الله» أمام أنوشكا وعدد من الوجوه الشابة، وتأليف يوسف معاطي واخراج رامي إمام. وكان صور نصف مشاهده العام الماضي، ويعود من خلاله إلى التلفزيون بعد غياب 30 عاماً منذ قدم «دموع في عيون وقحة» و «أحلام الفتى الطائر». ويعود أيضاً محمود عبدالعزيز الى الدراما بعد غياب ثمانية أعوام منذ قدم «محمود المصري» من خلال مسلسل «باب الخلق» الذي يتولى إخراجه عادل أديب في أول تجربة إخراجية له، واستقر عبدالعزيز على هذا النص بعدما كان وافق العام الماضي على مسلسل آخر عنوانه «الملك». أما يحيي الفخراني الذي غاب العام الماضي بعدما اعتاد المشاهد وجوده سنوياً لأكثر من 20 عاماً منذ قدم «ليالي الحلمية» بأجزائه الخمسة، فيعود من خلال مسلسل «الخواجة عبدالقادر» من تأليف عبدالرحيم كمال الذي كان قدم معه في رمضان قبل الماضي «شيخ العرب همام»، وإخراج نجله شادي الفخراني في أول تجربة له. الأمر ذاته يتكرر مع يسرا التي تعود من خلال بطولة مسلسل «شربات لوز» من تأليف تامر حبيب وإخراج خالد مرعي. وتعوّل يسرا أمالاً كبيرة على المسلسل، خصوصاً أنها كانت تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب تشابه مضامين مسلسلاتها الأخيرة. وبعدما اعتذر نور الشريف عن تقديم مسلسل «بين الشوطين» الذي كان تعاقد على بطولته العام الماضي، وافق على بطولة مسلسل «عرفة البحر» من تأليف محمد الصفتي وإخراج أحمد مدحت، علماً أنه عرض له في رمضان الماضي الجزء الثالث من «الدالي» الذي كان صوره قبل عامين. ويعود صلاح السعدني الذي غاب العام الماضي بسبب تأجيل مسلسله «همس الجذور» من خلال بطولة مسلسل «الأخوة الأعداء» أمام فتحي عبدالوهاب وياسر جلال وعلا غانم، والمأخوذ عن رواية «الأخوة كرامازوف» للكاتب الروسي دوستويفسكي، والتي قدمت في فيلم سينمائي أخرجه حسام الدين مصطفى عام 1974 ولعب بطولته نور الشريف ويحيى شاهين وميرفت أمين وحسين فهمي وسمير صبري. وتستكمل الهام شاهين تصوير مشاهدها في مسلسل «قضية معالي الوزيرة» أمام مصطفى فهمي في ثاني تعاون بينهما بعد مسلسل «قصة الأمس». وفي موازاة هؤلاء يحافظ عدد آخر من النجوم علي وجودهم في دراما هذا العام ومنهم حسين فهمي الذي يلعب بطولة مسلسل «النيل الطيب» من تأليف وإخراج أحمد خضر، علماً ان فهمي حلّ في هذا المسلسل في اللحظات الأخيرة بدلاً من محمود حميدة الذي اعتذر بسبب الأجر. اما جمال سليمان فيقدم مسلسل «سيدنا السيد» من إخراج محمد العدل، علماً أنه أصبح محسوباً على الدراما المصرية منذ قدم «حدائق الشيطان» ومن بعده «ولاد الليل» و «الشوارع الخلفية». وبعدما أصبح خالد صالح ضيفاً دائماً على الدراما من خلال مسلسلات «سلطان الغرام» و «تاجر السعادة» و «وحوش أليفة» و «الريان» يواصل تواجده هذا العام من خلال مسلسل «9 جامعة الدول العربية». ورغم ابتعاد غادة عبد الرازق عن المؤلف مصطفى محرم والمخرج محمد النقلي اللذين قدمت معهما من قبل «عائلة الحاج متولي» و «الباطنية» و «زهرة وأزواجها الخمسة» و «سمارة» فإنها تحافظ على وجودها من خلال مسلسل «مع سبق الاصرار» من تأليف أيمن سلامة وإخراج محمد سامي. أما فيفي عبده فرغم عدم وضوح الرؤية حول الجزء الثاني من مسلسلها «كيد النسا» الذي قدمته العام الماضي مع سمية الخشاب، فإنها ستتواجد في مسلسل «مولد وصاحبه غايب» أمام هيفاء وهبي. ويبقى السؤال: هل سيحرص هؤلاء النجوم على تقديم وجبات درامية هادفة تمتع الجمهور، أم دراما تسقط من الذاكرة بمجرد انتهاء عرضها؟