عثر علماء الآثار العاملون في القبر الغامض العائد للحقبة الهيلينية في القرن الرابع قبل الميلاد في امفوبوليس شمال اليونان، على رسوم تصور الحياة اليومية في مقدونيا في تلك الحقبة. وقال وزير الثقافة اليوناني كوستاس تاسولاس في مؤتمر صحافي عقد في الموقع أمس السبت، "بعد نفض الغبار عن الأعمدة، عثر على رسومات تظهر اشخاصاً واشياء وأدوات". ومن شأن هذه الرسوم أن تساعد على تحديد هوية الشخص المدفون في هذا القبر، والذي عثر العلماء على عظامه مطلع الشهر الجاري. وحول هوية صاحب القبر، قالت المديرة العامة لوزارة الثقافة لينا مندوني، "سنحصل على الإجابات الأولى عند الإنتهاء من تحليل العظام". وأضافت "حتى الآن نعلم جنس صاحب القبر وعمره". وتوقع الخبراء لدى العثور على العظام أن يؤدي التحليل الانتروبولوجي للعظام وتحليل العمر من خلال مادة الكربون 14، وتحليل الحمض الريبي النووي (دي ان آي)، الى الكشف عن معلومات قيمة. وستتيح التحاليل تحديد الحقبة التي عاش فيها صاحب القبر مع هامش خطأ لا يزيد عن عشرين عاماً، والمكان الذي عاش فيه، والطعام الذي كان يأكله، والأمراض التي كان يعاني منها. وستفيد تحاليل الحمص الريبي النووي في تحديد سبب الوفاة، ومعرفة ما إذا كان صاحب القبر من أفراد العائلة الملكية التي حكمت مقدونيا في تلك الحقبة، بعد مقارنتها مع تلك المستخرجة من قبور أخرى ثبت انها لأقارب الإسكندر المقدوني. وكانت منطقة مقدونيا، ذات الغابات والبحيرات والأنهر ومناجم الذهب والفضة، تشكل القلب النابض لأمبراطورية الإسكندر المقدوني (356-323 قبل الميلاد) والذي غزا اجزاء واسعة من العالم. وسبق أن ابدى العلماء ثقتهم بأن شخصية مرموقة من تلك الحقبة ترقد منذ 25 قرناً في هذا المكان، تحت قبة ارتفاعها ثلاثة امتار، يحميها سور يمتد على 497 متراً مصنوع من رخام مصدره جزيرة ثاسوس المجاورة. وأشارت تكهنات اولية الى انه يضم رفات روكسانا، زوجة الإسكندر الفارسية، او اولمبيا والدته، او أحد المقربين منه او أحد كبار قادته العسكريين. والإسكندر المقدوني، الذي تلقى علومه وهو فتى على يد ارسطو، حكم واحدة من أكبر الامبراطوريات في العالم القديم وهو في سن الثلاثين، وكان ملكه يمتد من البحر الأيوني الى جبال الهملايا. ويستبعد علماء الاثار تماماً أن يكون هذا القبر عائداً له، اذ يقول المؤرخون انه دفن في الإسكندرية في مصر. ويعمل فريق من جامعة سالونيك على مسح المنطقة بحثاً عن قبور اخرى قد تكون موجودة في الجوار، مستخدمين تقنيات التصوير الشعاعي الطبقي. ومن المقرر أن يعقد مؤتمر صحافي في التاسع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في اثينا لإعلان النتائج المتوصل اليها.