عثر علماء آثار في مدينة أمفوبوليس اليونانيّة على فسيفساء كبيرة تصور رجلاً يقود عربة في قبرٍ يعود إلى الحقبة الهيلينية في القرن الرابع قبل الميلاد، الذي يعكف الخبراء على التنقيب فيه والذي يقع في منطقة مقدونيا اليونانية. وقالت وزارة الآثار اليونانيّة في بيان الأحد، إن هذه الفسيفساء "هي اللوحة الأكبر التي يعثر عليها في الموقع، فهي بطول 4.5 متر وعرض ثلاثة أمتار". ووفق البيان فإن اللوحة مركبة من قطع تتناغم ألوانها بين الأبيض والأزرق والأحمر والأصفر وهي غنية بالتفاصيل الدقيقة. ويرجّح العلماء أن شخصية مرموقة من تلك الحقبة ترقد منذ 25 قرناً في المكان الذي وجدت فيه الفسيفساء، تحت قبة يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار ويحميها سور يمتد على ارتفاع 497 متراً مصنوع من رخام مصدره جزيرة ثاسوس المجاورة. وأشارت التكهنات الأولية إلى أن هذه الشخصيّة هي روكسانا زوجة الإسكندر الفارسية أو أولمبيا والدته أو أحد المقربين منه أو أحد كبار قادته العسكريين، فيما استبعدت أن يكون هذا القبر عائداً للإسكندر المقدوني، إذ يقول المؤرخون إنه توفي ودفن في الإسكندرية في مصر. وحكم الإسكندر المقدوني واحدة من أكبر الإمبراطوريات في العالم القديم وهو في سن الثلاثين، وكان ملكه يمتد من البحر الإيوني إلى جبال الهملايا. وكانت منطقة مقدونيا، ذات الغابات والبحيرات والأنهر ومناجم الذهب والفضة، تشكل القلب النابض لإمبراطورية الإسكندر المقدوني (من 356 إلى 323 قبل الميلاد) والذي غزا أجزاء واسعة من العالم.