شككت «مجموعة ال20» التي تضم أحزاباً وشخصيات جزائرية معارضة، توقيت زيارة رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك آيرولت الجزائر، واعتبرتها دعماً لترشيح الحزب الحاكم الرئيس عبدالعزيز بو تفليقة لولاية رابعة. وزاد في استفزاز المجموعة المعارضة، حديث آيرولت عن «بو تفليقة الشجاع الذي تحدى المرض». وأعلنت المجموعة رفضها توقيتَ زيارة رئيس الوزراء الفرنسي، ورأت أنها تدخل في إطار «ابتزاز سياسي واقتصادي». وورد بيان عقب اجتماع لأحزاب وشخصيات أعضاء في المجموعة، أن «الحكومات الفرنسية عودتنا على أنها تستغل ظروفاً معينة لتعبر عن استعدادها للتعاون الاقتصادي مع الجزائر، وممارسة ابتزاز خيرات البلاد وثرواتها، والاستفادة من وضعية النظام الذي يفتقد الشرعية الشعبية، ما يجعله في حاجة مستمرة إلى دعم من طرف النظام الفرنسي». ورأت المجموعة في بيانها أن «الشعب الجزائري يتطلع إلى التغيير والخروج من الوضع المأسوي والتخلص من نظام أهدر ثروات البلاد في الدعاية لشراء السلم الاجتماعي»، وأضافت: «لذا، كان الأجدر بالحكومة الفرنسية أن ترجئ هذا الإنزال إلى ما بعد الانتخابات لو كانت لها نية صادقة في التعاون، ونرفض رهن مستقبل الأجيال باتفاقات ومشاريع لا تخدم المصلحة الوطنية». واتهمت المجموعة آيرولت، بأنه «يريد أن يجعل من الجزائر شريكاً في الاعتداء على الشعوب ودول الجوار». وندد البيان ب «سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير الاستثمارية بفتح المجال أمام المطالب الفرنسية في مقابل التضييق والبيروقراطية التي تعاني منها أطراف استثمارية غير مرغوب بها من طرف النظام» في إشارة إلى استثمارات من دول خليجية. ووصفت المجموعة نتائج زيارة آيرولت، ب «صفقة بين الحكومة الفرنسية والنظام في الجزائر والمقايضة بخُذ ما تشاء واتركني أفعل ما أشاء»، واعتبرت أن الزيارة تصب في مصلحة «إنعاش الاقتصاد الفرنسي أكثر من مصلحة الاقتصاد الجزائري». وزاد رئيس الوزراء الفرنسي، في استياء المعارضين الجزائريين، إذ وصف بو تفليقة بعد اللقاء الذي خصه به بأنه «بدا شجاعاً جداً بعد مرضه، ويتابع باهتمام كل الملفات». وأردف آيرولت: «أن اللقاء الذي جمعني بالرئيس بو تفليقة، والذي دام 45 دقيقة، جرى في شكل جيد جداً». ونقل آيرولت عن بو تفليقة قوله: «كونوا فخورين بما فعلتم في مالي (التدخل الفرنسي)، وقل هذا للرئيس فرنسوا هولاند».