أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في الجزائر العاصمة على «الرغبة الأكيدة» للبلدين وللشعبين للمضي في بناء «علاقة قوية» تدافع عن حقوق العرب وأمن المنطقة. وقال أبو الغيط في تصريح صحافي في مطار هواري بومدين الدولي «أرى أن لقاء الرئيس بو تفليقة بالرئيس مبارك اليوم (أمس الأحد) ولقاءهما سويا في مدينة نيس جنوبي فرنسا، منذ عدة أسابيع بالتأكيد أن هناك رغبة أكيدة من الرئيسين ومن الشعبين ومن الحكومتين ومن الدولتين لأن نمضي في بناء علاقة قوية تدافع عن حقوق العرب وعن أمن هذا الإقليم». وأضاف المسؤول المصري أن «الجزائر ومصر شقيقان عملا سويا على مدى قرابة الستين عاما» مبرزا أن الزيارة هذه «زيارة مودة ومجاملة وتؤخذ في هذا الإطار». وكان الرئيس مبارك قد حل في الجزائر منتصف نهار أمس، في زيارة دامت ساعات، حيث كان في استقباله في مطار هواري بو مدين الدولي الرئيس الجزائري عبدالعزيز بو تفليقة. وقبل ذلك، بعث مبارك برقية تعزية للرئيس بو تفليقة إثر وفاة شقيقه الدكتور مصطفى، الجمعة الماضي بعد صراع طويل مع المرض، عبر له فيها عن «خالص» عزائه داعيا المولى عز وجل أن «يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته». كما بعث وزير الخارجية أبو الغيط ببرقية قدم خلالها تعازيه «الصادقة» للرئيس بو تفليقة داعيا الله سبحانه وتعالى أن «يتغمد الفقيد بكل رحمته ويلحقه بالأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا». وتزامنت زيارة الرئيس المصري إلى الجزائر مع احتفالاتها بعيدها الوطني ال48 الموافق الخامس يوليو، وهو اليوم الذي نالت فيه الجزائر استقلالها بعد 132 سنة من الاحتلال الفرنسي، فترة دفع خلالها ما لا يقل عن مليون ونصف المليون شخص روحه فداء للحرية.. استقلال يعترف الجزائريون أنفسهم بالدور المصري والعربي بوجه خاص في تحققه بعد ثورة شعبية دامت قرابة ثماني سنوات (1954-1962). وقد اغتنم الرئيس مبارك مناسبة تواجده في الجزائر لتقديم التعازي للرئيس بو تفليقة كما هنأه بذكرى الاستقلال. ووصف محللون جزائريون الزيارة بأنها كافية لإذابة الجليد الذي تشكل قبل ستة أشهر حول العلاقة بين البلدين والشعبين العربيين، بسبب مباراة في كرة القدم، هيجت العواطف وأدت إلى قطيعة «صامتة» بين حكومتي البلدين، لكن بددها لقاء بين الرئيسين في مدينة نيس الفرنسية قبل شهرين، اتفقا خلالها على معالجة التوتر وإعادة العلاقات لوضعها الطبيعي.