واصل الرئيس محمود عباس مشاوراته العربية، وتوقف امس في عمان بعد القاهرة لاطلاع القيادتين المصرية والاردنية على نتائج جولة المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل في المنطقة، معلناً ان عملية السلام وصلت الى طريق مسدود. ورمى الكرة في الملعب الاسرائيلي عندما شدد على ان فتح الطريق الى المفاوضات بيد اسرائيل، وان على ميتشل ان «يركز (مساعيه) على الجانب الاسرائيلي». غير انه توقع ان يعاود المبعوث الاميركي جهوده «بعد انتهاء اجتماعات الاممالمتحدة» في نيويورك، في اشارة عكست رفضه عقد قمة تجمعه برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، علماً ان واشنطن اعلنت انها ستواصل مساعيها خلال اجتماعات نيويورك. في هذا الصدد، علمت «الحياة» من مسؤول فلسطيني رفيع ان الرئيس عباس يتعرض الى ضغوط اميركية خصوصا، للقاء نتانياهو في الاممالمتحدة على اساس ان هذا اللقاء «يشكل كسرا للجليد القائم بين الرجلين»، كما يتعرض لضغوط داخلية لعدم لقاء نتانياهو على اساس ان مثل هذا اللقاء «سيُقرأ على انه إشارة ضعف في الموقفين الفلسطيني والاميركي»، كما ان «الشارع الفلسطيني سيرى فيه تراجعاً عن موقفنا المطالب بوقف الاستيطان». وكان عباس اجتمع امس مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في مدينة العقبة الساحلية. وافاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني ان الزعيمين طالبا «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ومنع اسرائيل من افشال الجهود المبذولة لاطلاق مفاوضات جادة وفاعلة»، وحذرا من ان «اضاعة الفرصة المتاحة حاليا لتحقيق السلام يشكل تهديدا لامن واستقرار المنطقة برمتها»، كما اعتبرا ان «استمرار بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس، يشكل العقبة الرئيسة أمام تحقيق التقدم المطلوب في الجهود السلمية»، واكدا «أهمية قيام الولاياتالمتحدة بدور قيادي في مفاوضات السلام وضمان انطلاقها ومعالجتها لجميع قضايا الوضع النهائي وفق جدول زمني محدد وبما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني». واكد الملك عبدالله «ضرورة تقديم كل الدعم العربي والدولي الممكن للسلطة ولعباس في سعيهم الى تلبية حق الشعب الفلسطيني في الدولة والاستقلال عبر المفاوضات التي يجب أن تنطلق في أسرع وقت ممكن لتحقيق السلام وفق المرجعيات المعتمدة، خصوصا مبادرة السلام العربية». وكان عباس وصل الى العقبة قادماً من القاهرة حيث صرح عقب لقائه الرئيس حسني مبارك بأن العائق الاساسي امام استئناف المفاوضات هو تهرب اسرائيل من استحقاقاتها في «خريطة الطريق»، وعلى رأسها وقف الاستيطان بشكل كامل. وقال ان ميتشل فشل خلال جولته في تحقيق اي اتفاق يتعلق بوقف الاستيطان بسبب تمسك اسرائيل باستثناء القدس والمباني قيد الانشاء من وقف الاستيطان. وطالب الجانب الاميركي بالاستمرار في التزام البند الاول في «خريطة الطريق» في شأن الوقف الكامل للاستيطاني، بما فيه النمو الطبيعي.