بعد اسبوع على تحذيرات اطلقت في الأنبار والموصل وتكريت من احتمال تعرض مؤسساتها الرسمية لعمليات اقتحام من «القاعدة»، استولى التنظيم امس مبنى المجلس البلدي في تكريت، في محاولة لتضييق الخناق على المدن السنية، فيما أكد مسؤول أمني سيطرة التنظيم على جزء من الموصل ليلاً. وقتل وجرح عشرات العراقيين في سلسلة هجمات استهدفت امس مدناً مختلفة كان أعنفها في بغداد وتكريت، حيث سيطر مسلحون على مقر المجلس البلدي لساعات بعد تفجير سيارة مفخخة وأحزمة ناسفة ما أدى إلى مقتل وجرح نحو 60 شخصاً. ولم ينج الزوار الشيعة من الهجمات إذ قتل أكثر من عشرين منهم في تفجير سيارتين مفخختين في بغداد. وفي بلدة بيجي (40 كلم شمال تكريت) هاجم مسلحون مركز الشرطة واشتبكوا مع عناصره قبل أن يفجروا أنفسهم، ليخلفوا عشرات الجرحى والقتلى. وكان مسلحون هاجموا أول من امس منزل الشيخ عبد الملك السعدي، المرشد الروحي للمتظاهرين في الأنبار، ما يشير إلى تصاعد حدة الصراع السني – السني قبيل الانتخابات المزمع إجراؤها في نيسان (أبريل) المقبل. وتراجع مجلس محافظة الأنبار امس عن دعوته إلى فض الاعتصامات وأكد وقوفه معه. وقال رئيس مجلس المحافظة صباح الحلبوسي، إن «ما يصدر من تهديدات وتلويح بإنهاء اعتصاماتنا السلمية لا تعبر عن وجهة نظر المجلس». وزاد: «تشرفنا بتفويض المعتصمين لنا للتفاوض مع الحكومة. لكن هذا لا يعني تخلينا عنهم أو إجبارهم عن التخلي عن مطالبهم الدستورية المشروعة». في الموصل (400 كم شمال بغداد) تصاعد مستوى العنف واستهداف الشخصيات السياسية والإعلامية. وكان مسلحون قتلوا أول من امس المذيعة التلفزيونية نورس النعيمي أمام منزلها، في خامس عملية اغتيال تطاول صحافيين خلال اقل من شهر. وأكد مصدر أمني طلب عدم الإشارة إلى اسمه ل «الحياة» أمس، أن «عناصر مسلحة تنتمي إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروفة ب «داعش»، سيطرت على المنطقة الواقعة بين حدود محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى». وأوضح أن «هذه المنطقة التي تمثل الجانب الأيمن للموصل تسقط ليلاً في أيدي المسلحين». ولفت المصدر إلى أن «تنظيم القاعدة يمتلك أسلحة متوسطة وسيارات حديثة ويعتمد أسلوب حرب الشوارع في مواجهة القوات الأمنية»، واعترف بضعف الجهد الاستخباراتي في نينوى. وتابع أن «الأهالي يرفضون التعاون مع قوات الأمن لخوفهم من بطش القاعدة ومن عمليات الاغتيال التي طاولت موظفين وعناصر أمنية وزعماء الصحوة». إلى ذلك، أكدت النائب عن الموصل نورة سالم، أن «التنظيمات المتشددة تمتلك نفوذاً في المحافظة، خصوصا في أجزائها الجنوبية». وقالت في اتصال مع «الحياة» امس إن «الموصل من أكثر المحافظات التي تضررت جراء الأزمة السورية»، ولفتت إلى أن «عشرات المسلحين يتسللون إلى المدينة وقوات الأمن لا تستطع ضبط الحدود، خصوصاً منفذ ربيعة». واتهمت سالم الحكومة الاتحادية بتجاهل الوضع الأمني في نينوى بينما تكرس جهداً كبيراً في محافظة الأنبار.