تراجع مجلس محافظة الأنبار عن دعوته إلى فض الاعتصامات وإنهاء التظاهرات، وأكد قادة الاعتصام أن شيوخ عشائر مستقلين وراء الموقف الجديد للمجلس. وندد متظاهرو الفلوجة باستهداف منزل رجل الدين البارز عبد الملك السعدي أول من امس، فيما اعلن ائتلاف «متحدون»، أن رفض السعدي المشاركة في الانتخابات غير ملزم للجميع. وقال رئيس مجلس المحافظة صباح الحلبوسي امس إن «ما يصدر من تهديدات وتلويح بإنهاء اعتصاماتنا السلمية لا تعبر عن وجهة نظر المجلس ولا يمكن أن نكون داعمين لها بأي شكل من الأشكال». وزاد: «تشرفنا بتفويض لمعتصمين للتفاوض مع الحكومة. لكن هذا لا يعني تخلينا عنهم أو إجبارهم على التخلي عن مطالبهم الدستورية المشروعة». وأضاف: «لا يحق لنا أو للحكومة المحلية في الأنبار التهديد والوعيد والطلب إلى المعتصمين إنهاء تحركهم فهم مصدر شرعيتنا وسلطتنا ويطالبون بحقوقهم». ودعا «الحكومة المركزية إلى العمل بجدية وتكثيف الجهود لتنفيذ المطالب الدستورية المشروعة التي نادى بها المعتصمون منذ ما يزيد عن عام أو جدولة تطبيقها مع توافر المصداقية والرغبة الحقيقية في تنفيذها خلال ما تبقى من عمرها وعمر البرلمان». وكان الحلبوسي أكد خلال مؤتمر صحافي في 26 الشهر الماضي عقب لقاء محافظ وأعضاء مجلس محافظة الأنبار رئيس الحكومة نوري المالكي، إنهاء ملف التظاهرات والاعتصامات في الرمادي خلال الأسابيع المقبلة بعد موافقة المالكي على تلبية معظم المطالب المشروعة للمتظاهرين. من جهة أخرى، طالب محافظ الأنبار أحمد الدليمي الأسبوع الماضي برفع خيم المعتصمين إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 30 من نيسان (أبريل) المقبل. وقال عضو لجنة التنسيق في الرمادي الشيخ عبد الحميد العاني ل «الحياة» امس، إن «شيوخ العشائر ورجال الدين المستقلين وجهوا انتقادات لاذعة إلى مجلس محافظة الأنبار وإلى مسعاهم لفض الاعتصامات». وأوضح أن «جهات سياسية معروفة في المحافظة تريد إنهاء الاعتصامات تلبية لرغبة الحكومة الاتحادية لكنها فوجئت بحجم الرفض الشعبي لهذه الخطوة». ولفت إلى أن «مقترح فض الاعتصامات أو تأجيلها أصبح من الماضي، وتم الاتفاق على إجراءات أمنية بينها السماح للشرطة المحلية بتفتيش ساحات الاعتصام لسد ذريعة البعض بأن الساحات تضم مسلحين وأسلحة». وفي الفلوجة، قال عضو مجلس عشائر المدينة الشيخ محمد البجاري ل «الحياة»، إن «المعتصمين عقدوا اليوم (امس) اجتماعاً للتنديد بالاعتداء الذي تعرض له منزل الشيخ السعدي في الرمادي». وأوضح أن «الهجوم يمثل رسالة تهديد وإهانة للمرجع الروحي للمتظاهرين»، ولم يستبعد أن يكون موقف السعدي من الانتخابات وراء الاعتداء. وشدد القيادي في ائتلاف «متحدون» أحمد المساري على أهمية المشاركة في الانتخابات «للخروج من الواقع المزري وإبعاد المفسدين»، وقال إن «صناديق الاقتراع هي أفضل طريقة لتغيير الأوضاع في العراق». وأضاف: «على العراقيين أن يندفعوا إلى الانتخابات إذا أردوا التغيير من أجل تقديم القوي الأمين القادر على تغيير الوضع»، وزاد أن «وجهة نظر الشيخ عبد الملك السعدي محترمة لكنني أختلف معه». وأوضح أن «حديث السعدي ليس فتوى ملزمة لأتباعه وإنما كانت وجهة نظر»، ولفت إلى أن «الجلوس في البيوت يعني زيادة المفسدين قوة وتغيير الوضع من سيئ إلى أسوأ». وصرح السعدي بأن السياسيين السنة لم يخدموا ناخبيهم، وأكد عدم استعداده لدعم أي قائمة انتخابية. ودعت «جماعة علماء العراق» القريبة من الحكومة، علماء السنة في البلاد إلى اتخاذ موقف موحد وصريح من الانتخابات.