هاجم قادة التظاهرات العراقيون امس دعوات إلى فض الاعتصامات، واتهموا سياسيين باستغلالهم لأغراض انتخابية. كما ورفضوا دعم اي كتلة في الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في نيسان (أبريل) العام المقبل. وقال الناطق باسم المعتصمين الشيخ محمد الحمدون ل «الحياة» ان «لجان التنسيق قررت مواصلة التظاهرات، رافضة مساعي مجلس محافظة الانبار لانهائها»، وأوضح ان «شيوخ العشائر في مدينتي الرمادي والفلوجة كان لهم دور كبير في ادامة التظاهرات». وأشار الى ان «بعض السياسيين اتهموا المتظاهرين بالتسييس لصالح جهات. ولكننا نؤكد ان الحراك لا يتبنى اي كتلة سياسية في الانتخابات المقبلة ولن يشكل المتظاهرون اي تكتل للمشاركة فيها». وتابع ان «لجان التنسيق قررت حض الاهالي على تحديث سجلاتهم الانتخابية، على ان يتم البحث في المشاركة في الانتخابات او مقاطعتها خلال ايام بعد اجتماع يضم ممثلي المحافظات الست المنتفضة». وكان مجلس محافظة الانبار قرر خلال اجتماع عقده اول من امس السماح لقوات الشرطة المحلية بتفتيش ساحات الاعتصام في أي وقت. وحل مجلس العشائر لتشكيل مجلس جديد، وجدد دعوته إلى فض الاعتصامات والمشاركة في الانتخابات. وقال خطيب الجمعة في المدينة، مركز محافظة الانبار ومعقل انطلاق التظاهرات، الشيخ صباح الغريري ان «ساحات الاعتصام لن تسمح لأي مرشح او كيان سياسي باستغلالها ولن تكون ابواقاً للحملات الانتخابية من اجل المصالح الشخصية والحزبية». وأضاف ان «بعض المرشحين او ممثلي الكيانات السياسية يحاولون الحضور في ساحات الاعتصام او من اجل الدعاية الانتخابية لاحزابهم بحجة الدفاع عن المعتصمين. ونحن ندعوهم الى ان يخرجوا وان لا يتحدثوا باسم المعتصمين وإلا سنطردهم». واشار الى ان «السياسيين يحاولون المتاجرة بمطالب المعتصمين من اجل مصالح مالية او مناصب او مقاعد برلمانية، فكيف يتم ائتمانهم على بلدهم وهم من خانوا اهلهم وابناء عشائرهم وارضهم، إنهم اخطر على البلد من اي غازٍ». ودعا المعتصمين وشيوخ العشائر الى «الصيام الاثنين المقبل والاعتكاف في ساحة الاعتصام للرد على من يطالب بفض الاعتصام او تأجيله». في الفلوجة، قلل خطيب الجمعة الشيخ علي البصري، من أهمية تهديد بعض الجهات الداعية إلى فض الاعتصام وتهديم الخيام، وشدد على البقاء في ساحات الاعتصام الى حين تحقيق المطالب. وقال إن «العشائر والوجهاء وعلماء الدين مع المعتصمين يعملون على حمايتهم من الظالمين وغيرهم (...) وأقول لمن يهدد بفض اعتصامنا أننا لم نخرج في نزهة ونحن نعلم أن خروجنا سيكلفنا حياتنا وان قضيتنا هي نصرة أهل السنة والجماعة». وأضاف: «خرجنا من اجل قضيتنا وليس نصرة للساسة والكتل والأحزاب ولا تهمنا تهديدات ووعود بعض الجهات التي تريد إنهاء الاعتصام لجني المكاسب»، لافتاً إلى أن «المعتصمين لن يتركوا الخيام وساحات الاعتصام حتى تحقيق المطالب ولن تضيع دماء شهدائنا وسيأتي يوم تهتز فيه عروش الجبابرة». وطالب البصري قادة التظاهرات «بتشكيل وفد يلتقي علماء السنة والجماعة وبان تكون اجتماعاتهم علنية كي نعرف نتائج كل لقاء»، مشدداً على أنهم «فقدوا الثقة بالسياسيين لأنهم لا يملكون أي مشروع». وفي سامراء قال امام وخطيب المعتصمين الشيخ حسين غازي، ان «ساحات الاعتصام اثبتت للعالم ان هناك مظلومية وقعت على اهل السنة في العراق»، مؤكداً «استمرار الاعتصام إلى حين تحقيق جميع المطالب». وأضاف ان «الناس خرجوا الى ساحات الاعتصام لإعادة المؤسسة القضائية الى الشعب كله ولن نسمح بتسييسها لصالح الحكومة والاحزاب».