حبس الإيرانيون أنفاسهم أمس، خلال متابعتهم المفاوضات المعقدة في فيينا بين وزير الخارجية محمد جواد ظريف والوفد المرافق له ومجموعة الدول الست، قبل يومين من انتهاء المهلة التي حددها الجانبان للتوصل إلي اتفاق شامل يتوج عشر سنين من المفاوضات. ورغم إعلان مصادر إيرانية أن الأميركيين أبدوا «بعض المرونة» في الساعات الأخيرة للاقتراب من اتفاق، كشف مصدر أوروبي عن أن المفاوضات «لم تحقق تقدماً مهماً في القضايا الرئيسة العالقة، سواء على صعيد القدرات الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، أو رفع العقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي، وباتت فرص التوصل الى اتفاق هزيلة جداً قبل انتهاء المهلة المحددة غداً» الإثنين. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحدث قبل لقائه الرابع الخميس مع نظيره الإيراني عن «استمرار وجود فجوات كبيرة» في المحادثات، لكن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قال بعد لقائه كيري إن «تحقيق نتائج مسألة مفتوحة تماماً، على رغم الفجوات الكبيرة، ونرى أننا لم نكن يوماً أكثر قرباً من اتفاق، خصوصاً إذا باتت إيران مستعدة لانتهاز الفرصة المتاحة». أما ظريف، فصرح بأن الدول الكبرى لم تقدم «اقتراحات مهمة تستحق نقلها إلى طهران»، فيما لفت إعلان الناطق باسم الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي، استعداد بلاده للسماح بدخول مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقع «مريوان» القريب من حدود العراق، والذي يشتبه في اختباره متفجرات «شديدة القوة». وأسف كمالوندي ل «استناد الوكالة الذرية الى معلومات خاطئة حول موقع مريوان»، علماً بأن الناطقة باسم الوكالة أعلنت أنها «ستناقش الاقتراح مع إيران، وزيارة الموقع ليست أمراً سهلاً». وإضافة إلى «مريوان»، يريد خبراء الوكالة الذرية تفقد موقع «بارشين» الذي يشتبه أيضاً في احتضانه تجارب يمكن تطبيقها في المجال النووي. واللافت في سياق مواكبة وسائل الإعلام الإيرانية مفاوضات الملف النووي، انقسامها على النتائج، إذ كتبت صحيفة «كيهان» المقربة من مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، أن «الوفد الإيراني يجب أن يحصل على رفع تام للعقوبات الدولية، وإذا لم نتوصل إلى هذه النهاية، فذلك يعني أننا لم نتفق على شيء». أما صحيفة «جوان» المقربة من «الحرس الثوري» الإيراني، فاعتبرت بقاء العقوبات «فكرة مقبولة»، وكتبت أمس: «التعقيدات المستمرة في المفاوضات تفيد بهدم إمكان بلوغ نتيجتنا المثالية، وهي الرفع التام للعقوبات، ولكنْ أياً تكن النتيجة، سنكون رابحين، ولا شعور لدينا بالهزيمة لأننا لم ننوِ يوماً امتلاك قنبلة ذرية». الى ذلك، أشاد رئيس هيئة الأركان المشتركة الإيرانية حسن فيروز أبادي ب «الدور الصادق والجهادي الذي يلعبه ظريف وفريقه في المفاوضات»، لافتاً إلي أن الوزير كيري نقل إلى الجانب الإيراني في مسقط وجهة نظر إسرائيل الخاصة بالمفاوضات، «ما غيّر اتجاهها الإيجابي، وأوقع واشنطن في مطب لا يمكن ان تتخلص منه».