شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب على خطورة اغتيال قدر العلماء في نفوس الشباب وتناقص قيمتهم من صحف وكُتاب أو من غلاة ومتنطعين، وقال في خطبة أمس (الجمعة): «إن الشاب ينشأ على عدم مرجعية شرعية فيتبرع سفهاء الأحلام لتنصيب أنفسهم مراجع في الدين فيضلوا ويضلوا، ولن ترى في الغالب تساهلاً في التكفير إلا ويسبقه تساهل بالعلماء وتسلط السفهاء عليهم سواء أكانوا ولاة أم جفاة». وشدد على أن «بعض من يحسبون أنهم من الصالحين ويظنون أنهم باذلون مهجهم في سبيل الله وقع من بعضهم ما وقع، وهو أخطر على الدين من فعل بعض الفساد وأضر على الإسلام من كثير من المعاصي». وأوضح أن «النصح قل لأولئك، وتمت مجاملتهم في دين الله، ومن الصالحين من اجتهد في صمته حتى لا يشمت عدواً أو يسر فاسقاً وقد فاتهم أن الأنبياء عوتبوا وخيار الصحابة قرعوا»، مضيفاً أن «من أخطر ما وقع من منكرات من بعض من يعتقد أنه مريد الخير جريمة تكفير المسلم وجريمة سفك دمه، وهما جرمان عند الله عظيمان وفيهما ضرر على الدين وأهله وإساءة مانعة لانتشار الإسلام وشيوع دعوته وفساد للمجتمع المسلم». وأشار إلى أنه قد يتوقى بعض الناس الخمر والزنا والربا على خبثهن ثم يمكر به الشيطان فيوقعه فيما هو أشر منهن فيكفر مسلماً بغير حق أو يقع في دم حرام. وأكد آل طالب أن الجهاد ذروة سلام الإسلام ولكن المجاهدين بشر كغيرهم يصيبون ويخطئون، وانتقاد الخطأ في الجهاد ليس كانتقاد الجهاد وليس الإنكار لهدفه العظيم في حياة الأمة وعزة الدين، فيجب البيان بوضوح وعدم التحرج من ذكر الواقع الذي يشوه وجه الجهاد الشريف ويضر بالمجاهدين الصادقين الذين يدافعون عن دينهم ووطنهم.