حذرت الولاياتالمتحدة مجدداً رعاياها من أخطار السفر إلى ليبيا، خصوصاً إلى المناطق الواقعة خارج العاصمة طرابلس. ونشرت الخارجية الأميركية في موقعها على الإنترنت امس، أنه «نظراً إلى الوضع غير المستقر والعنف في ليبيا» فإن قدرتها على تقديم الخدمات القنصلية «محدودة للغاية»، وأنها تقتصر على تقديم المشورة عبر الهاتف، للمتواجدين خارج طرابلس. ولفتت الخارجية الأميركية إلى انه رغم مواصلة الحكومة الليبية العمل على بناء قوات الشرطة والجيش وتوفير الأمن بعد ثورة 2011، فإن «الوضع الأمني لا زال «غير مستقر ولا يمكن التنبؤ به». وأشارت الوزارة إلى انتشار السلاح في أيدي أفراد، بما في ذلك مضادات للطائرات يمكن استخدامها ضد الطائرات المدنية، إضافة إلى أن «جماعات مختلفة وجهت دعوات لمهاجمة المواطنين الأميركيين ومصالح الولاياتالمتحدة في ليبيا». ويأتي هذا التحذير بعد مقتل المواطن الأميركي رونالد اسميث الذي كان يعمل مدرساً في بنغازي برصاص مسلحين مجهولين، في الخامس من الشهر الجاري. على صعيد آخر، اكد نائب رئيس الوزراء الليبي المكلف بوزارة الداخلية الصديق عبدالكريم خلال زيارته لتونس الخميس، رغبة بلاده في تطوير سبل مكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار، مؤكداً أن «تونس تمثل عمقاً استراتيجياً مهمّاً لليبيا». وشدد عبد الكريم خلال لقائه الرئيس التونسي منصف المرزوقي ووزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، على ضرورة القضاء على ظاهرة تهريب الأسلحة والبضائع على الحدود بين البلدين. وأكّد أن مصلحة تونس وليبيا تتطلب البحث عن طرق للتعاون المشترك من أجل تطوير العلاقات. يذكر أن الحدود الليبية - التونسية أغلقت مرات عدة، بعد اشتباكات مع مهربين وخروق أمنية. الى ذلك، اغتال مجهولون بعد ظهر أمس، موظفاً مدنياً في فرع إدارة السجل المدني التابع لوزارة الداخلية في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) وذلك بعدة رصاصات اخترقت جسده. وقال مصدر أمني إن «مجهولين يستقلون سيارة من نوع هيونداي بيضاء اللون أطلقوا النار على المهندس في إدارة السجل المدني ببنغازي محمد عثمان عكوش المجبري في منطقة الصابري وسط مدينة بنغازي بالقرب من أحد مطاعم بيع الأسماك المعروفة». من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة علي زيدان إن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) والحكومة منزعجان «من ظهور أحمد قذاف الدم في إحدى المحطات الخاصة في مصر بعد تبرئته». وأشار زيدان إلى أن قذاف الدم ابن عم العقيد معمر القذافي والمنسق السابق للعلاقات الليبية المصرية، «يشكل مصدر قلق وإزعاج للدولة الليبية»، مشيراً إلى أنه طلب من السفير المصري لدى ليبيا اليوم أن ينقل للحكومة المصرية هذا الانزعاج. وأكد زيدان في تصريح نشره الموقع الإلكتروني للحكومة مساء الخميس أن ليبيا لديها «رغبة أكيدة في استلام عناصر النظام السابق الموجودة في مصر»، لافتاً إلى أن معلومات حول نشاطات هؤلاء تصل إلى الحكومة، وهي «غير عادية وكثيرة». وأشار زيدان إلى أنه اتصل برئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي، في هذا الشأن، والذي أكد له أن الجانب المصري يتفهم القلق الليبي وينظر إليه بجدية. وشدد زيدان على أن الدولة الليبية ترفض أن يهدد أمنها أي شخص في مصر وبالعكس. يذكر أن طرابلس طلبت من القاهرة في وقت سابق تسليمها شخصيات من النظام السابق في ليبيا موجودة في مصر، من بينها أحمد قذاف الدم الذي أفرج عنه القضاء المصري هذا الأسبوع بعد تبرئته في قضية مقاومة قوات الأمن الصرية، وظهر في مقابلة تلفزيونية على إحدى القنوات المصرية.