في سبيل استخدامها في اختبارات التحمّل وقدرات الاعتمادية لسياراتها على الطرق المعبّدة وأيضاً على الطرق شديدة الوعورة، باتت فورد أول شركة سيارات تطوّر تقنيات الروبوتات التي تقود المركبات، وذلك بعدما منعت سائقيها البشريين من السير بثلاثة مسارات خطرة بمنشأة الاختبارات في «ميشيغان بروفينغ غراوندز»، وقد طبّق البرنامج الأولي التجريبي لهذه الروبوتات ذاتية التحكّم على الجيل الأحدث من الفان ترانزيت كبير الحجم المنتظر إطلاقه عام 2014. وفقاً لدافيد باين، مدير عمليات تطوير السيارات في فورد، فإنه يمكن للشركة الأميركية الاستفادة مع الروبوتات من 11.5 ساعة عمل للاختبارات من 12 ساعة كاملة، في حين أن نوبة العمل الواحدة للسائقين البشريين تبلغ 8 ساعات، تصل إلى خمس بعد اقتطاع أوقات تناول الوجبات وأوقات الراحة. ونتيجة لذلك، فإن الأمر يأخذ نحو ثلاثة أشهر لمحاكاة خضوع السيارات والشاحنات لعشر سنوات من الاستخدام السيء، وهي المدة الأدنى التي يريد الصانعون محاكاتها في اختبارات الاعتمادية والتحمّل. وفي هذا السياق، يتوقّع أن تعيد المركبات التي تقودها الروبوتات الاختبارات نفسها على الأسطح القاسية ذات الظروف المناخية الصعبة التي تتضمن السير على أسمنت محطّم وحجارة الرصيف والطرق المفروشة بالحصى، والطين ومطبات السرعة كبيرة الحجم، وغيرها. وبالنسبة للمعدات المستخدمة، تستفيد كل سيارة من أجهزة مشغّلة تعمل على دفع الدواسات وملحق يدوّر المقود، وهي تكلف فورد أقل من 100 ألف دولار. ومن خلال الإسراع من دوائر الاختبار وخفض عدد العمالة البشرية المطلوبة، يتوقع أن يبلى المشروع بلاءً حسناً في أقل من عام، حتى يعادل المبلغ الذي أنفق لتحقيقه. وكانت فورد بدأت العمل بهذا المشروع قبل نحو ثلاثة أعوام، حين استعان ثمانية مهندسين بطريقة غير رسمية ومن دون أي موازنة إضافية، بالروبوتات لاختبار السيارات، علماً أن التجربة الأولية الحية بدأت في أواخر عام 2012. ويمكن لفورد تشغيل حتى ثماني مركبات في وقت واحد على سرعة 80 ميلاً/س. وجنباً إلى جنب مع الحفاظ على الجهود الجسمانية للعاملين بالاختبارات، يمكن للروبوتات إعادة المهمة نفسها بحذافيرها من دون ملل ويمكن تكرار الطرقات بدقة أكبر، ومن ثم تسليم بيانات أكثر دقّة، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الحواسيب لا يمكنها فعل كل شيء يقوم به البشر. كذلك تم برمجة المركبات للتوقف إذا ما رصدت شخصاً أو سيارة أخرى في طريقها، كما يحاول المهندسين تجنب الغزلان والحيوانات الأخرى التي يمكن ظهورها بمساحة المنشأة كبيرة الحجم؛ حيث إن الروبوتات يمكنها فقط رصد كل ما يسير على رجلين اثنين وليس على أربعة، وهي من نقاط الضعف التي يحاول المهندسون تلافيها مستقبلاً مع تلك الروبوتات التي تقود السيارات.