بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي المتعنت يدعو الرئيس محمود عباس إلى الكنيست ليعلن عن حق نتانياهو وأمثاله في الاستيلاء على فلسطين والاعتراف بالحق التاريخي لليهود في أرض فلسطين منذ أربعة آلاف سنة، حسب الادعاءات التوراتية، غير أنه نسي أن الفلسطينيين أصحاب الأرض (فلسطين) قبل خمسة آلاف سنه ويزيد، بدليل أن «الشاقل» عملة فلسطينية قبل أن يكون هناك يهود، وأن نجمة داود هي نجمة الفلسطينيين وملكهم «جالوت» الذي قتله سيدنا داود عليه السلام وهو يحاول دخول القدس التي قصفها بكل أنواع الأسلحة وقتل جالوت، وظل الفلسطينيون في القدس وأتباع سيدنا داود خارجها. اذاً فلسطين الأرض هي للشعب الفلسطيني وليس لأي أحد آخر، يهودياً كان أو إسرائيلياً أو أي شيء من الأجناس. هي فقط للشعب الفلسطيني حسب التاريخ وحسب الآية القرآنية «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله»، فالأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فهو للعرب وللمسلمين وليس لليهود. لذلك يعمل اليهود والصهاينة وأنصارهم على تعميم المصطلح الخبيث «إسرائيل» ويقصدون بذلك «أرض إسرائيل» التي لا يوجد أي دليل تاريخي أو ديني أو أخلاقي يعترف بذلك. فمثلا يقول أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: مستعدون لتقديم تنازلات مؤلمة من (أرض اسرائيل) ويقصد بها احدى المستوطنات في قطاع غزة. واليوم يكرر خليفته نتنياهو وأصحابه من أمثاله هذا المصطلح الخبيث بشكل أكثر وقاحة، وأكثر صلفاً، ويدعونا إلى الاعتراف بهذه الأكذوبة، وهو ما اعتاد عليه اليهود، فمثلا عند إنشاء إذاعة «هنا القدس» الناطقة باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والعبرية، حاول اليهود تحريف اسم الإذاعة ليكون «هنا القدس – أرض إسرائيل»، وهو ما رفضه الفلسطينيون وفي المقدمة الأديب الفلسطيني الكبير خليل السكاكيني الذي رفع الاحتجاج الى المندوب السامي البريطاني آنذاك هربرت صموئيل، ليبقى اسم الاذاعة «هنا القدس. دارالإذاعة الفلسطينية «، وليس «أرض إسرائيل». وتظل المعركة مستمرة لتعميم المصطلح بين «فلسطين – وأرض إسرائيل» وهذا يحتاج إلى التزام وطني وقومي وإسلامي بعدم ذكر «إسرائيل» مجردة، لأنها تعني الأرض والالتفاف على النص التاريخي فلسطين، بدليل أن بريطانيا المنتدبة على فلسطين بحكم اتفاق سايكس بيكو عام 1916 الذي أنتج وعد بلفور في 2/11/1917 حينما اقترحت قرار التقسيم أعلنت قيام دولتين عربية هي فلسطين ودولة إسرائيل على أرض فلسطين. إذاً دولتان على أرض فلسطين، كما يجري هذه الأيام من مفاوضات لحل الدولتين، فالدول تزول وتبقى الأرض، وهي أرض فلسطين وللشعب الفلسطيني فقط وليس غير ذلك، وهذه دعوة للإعلام الفلسطيني لمواجهة الدعاوى الصهيونية، وهي دعوة بعد ذلك للإعلام العربي وصولاً إلى خطة إعلامية موحدة في مواجهة الإعلام الصهيوني في الساحة الدولية. وليذهب اقتراح نتانياهو إلى الجحيم ولتذهب معه الأساطير اليهودية فلسطين أرضنا وعاصمتها القدس ولا بديل عن ذلك.