أعلن مصدر قضائي يمني أمس (الخميس) إحالة 3 سعوديين من عناصر تنظيم «القاعدة» إلى المحاكمة بتهمة التسلل إلى البلاد بطريقة غير مشروعة. ونقل الموقع الإلكتروني الخاص بوزارة الدفاع اليمنية عن المصدر قوله «إن المتهمين السعوديين نواف القحطاني، وأنس الصبيح، ومشعل السند، تسللوا إلى البلاد بطريقة غير مشروعة للانضمام إلى عصابة مسلحة تتبع لتنظيم القاعدة». وأضاف أن «السلطات اليمنية تمكنت من القبض على الإرهابيين السعوديين في مدينة عمران بعد تسللهم عبر منفذ البقع الحدودي مع السعودية». ويأتي ذلك، وسط حالة من الهلع والقلق والخوف سيطرت على صنعاء التي خلت شوارعها من المارة بشكل ملحوظ إثر إشاعات عن هجمات محتملة للتنظيم ضد المؤسسات الحكومية على غرار الهجوم الذي كان استهدف قبل أسبوع مجمع وزارة الدفاع والمستشفى التابع لها وأدى إلى مقتل وجرح حوالى 300 مدني وعسكري بينهم أجانب. وبث التلفزيون الحكومي مشاهد مروعة كانت سجلتها كاميرات المراقبة للهجوم الانتحاري المزدوج على مجمع وزارة الدفاع، وظهر فيها المسلحون وهم يقتلون الأطباء والطبيبات والمرضى بدم بارد، كما ظهرت فيها لحظة اقتحام السيارة المفخخة وانفجارها داخل المجمع. وظهرت صور لبعض المهاجمين الذين قالت السلطات إن غالبيتهم يحملون الجنسية السعودية، وذكر التلفزيون الأسماء الحركية لتسعة منهم، وهم: أبو البراء الشروري، وصقر محمد القرشي، وأسيد الصنعاني، وأبو العز المهاجر، ويثار القحطاني، وأبو البراء الشروري، وذباح الطائفي، وربيع المهاجر، وسيف، وعثمان المكي، وأبو وائل المهاجر. وعاشت العاصمة حالة استنفار قصوى ومنع معظم السكان أطفالهم من الذهاب إلى المدارس، إثر إشاعات انتشرت عبر تطبيق «واتس أب» عن هجمات محتملة ل «القاعدة» الخميس. وأكد مصدر أمني ل «الحياة» إن السلطات تمكنت من القبض على مروج الإشاعة ووجهت إليه تهمة «إقلاق السكينة العامة». وذكرت وكالة «فرانس برس» أن السفارات الأجنبية بقيت مفتوحة على رغم الإشاعات، لكن نسبة كبيرة من المحلات التجارية أغلقت أبوابها في صنعاء التي بدت الحركة فيها مشلولة. وتعاظمت مخاوف السكان مع انتشار الإشاعات عن تفجيرات متوقعة بسيارات مفخخة. وقال مصدر في الأممالمتحدة الأربعاء أن المنظمة قررت إغلاق مكاتبها في العاصمة اليمنية وأمرت موظفيها بعدم التوجه إلى العمل أمس بعد تلقي تحذير من احتمال تعرضها لهجوم، لكن مكاتب شركة النفط الفرنسية «توتال» و «الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال» أغلقت بسبب الإشاعات. وقالت وزارة الداخلية في بيان على موقعها الإلكتروني، إنها «شددت إجراءاتها في مناطق الحزام الأمني المحيطة بأمانة العاصمة وحول المرافق والمنشآت الحيوية بما فيها السفارات ومقرات البعثات الديبلوماسية وأماكن سكن الأجانب، بما يمكّنها من مواجهة أي أعمال إرهابية محتملة، وهي إجراءات امتدت إلى عموم محافظات الجمهورية» . وأضافت «أن هذه الإجراءات جاءت في أعقاب حصولها على معلومات مؤكدة عن مخطط إرهابي يستهدف منشآت حيوية ومقرات حكومية» كما أكدت «قدرة الأجهزة الأمنية على التعامل مع مختلف الأخطار الإرهابية». في غضون ذلك نوه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بدور المملكة العربية السعودية تجاه اليمن، ومنح سفيرها علي بن محمد الحمدان وسام «الوحدة» خلال استقباله في صنعاء بمناسبة انتهاء فترة عمله، وقالت مصادر حكومية إن هادي أثنى «على جهود المملكة خلال الأزمة التي مرت بها اليمن وصولاً إلى التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة». وأحالت النيابة الجزائية بأمانة العاصمة صنعاء، 3 سعوديين من «القاعدة» إلى المحكمة الجزائية المتخصصة بتهمة الاشتراك في عصابة مسلحة تابعة للتنظيم. ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية الإلكترونية عن مصدر قضائي قوله «إن المتهمين، وهم نواف عايض محمد القحطاني وأنس عبد الله محمد الصبيح ومشعل فهد عبد الله السند دخلوا اليمن بطريقة غير قانونية عبر منفذ البقع وببطاقات يمنية مزورة واشتركوا في عصابة مسلحة تابعة ل «القاعدة». وكان ألقي القبض عليهم عند مدخل مدينة عمران (شمال صنعاء) قبل أربعة شهور». وقتل ثمانية يمنيين على الأقل وجرح آخرون أمس، في قصف لطائرة من دون طيار استهدف منطقة قبلية ينشط فيها مسلحو «القاعدة» قرب مدينة رداع، وقالت مصادر محلية ل «الحياة» «إن الطائرة التي يرجح أنها أميركية قصفت موكب عرس مساء الخميس في منطقة قيفة القبلية بالقرب من مدينة رداع ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل، وجرح آخرين كانوا على متن سيارة ضمن الموكب». ولم يتسن الحصول على معلومات مؤكدة عما إذا كان القتلى على صلة بتنظيم «القاعدة» أم أن استهدافهم جاء خطأ على نحو حوادث سابقة كان سقط فيها عشرات المدنيين وأثارت جدلاً محلياً واسعاً.