توعد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» أمس جماعة الحوثي بهجمات جديدة، واتهمها بالتحالف مع أميركا، في وقت أخمدت السلطات انتفاضة جنود القوات الخاصة في صنعاء، وكلفت قائداً قريباً من الحوثيين رئاسة أركانها، في ظل دعوات حزبية للحكومة لمنع اندلاع المواجهات في مأرب بين مسلحي الجماعة ورجال القبائل. وفيما تظاهر آلاف الجنوبيين عقب صلاة الجمعة للمطالبة بالانفصال في عدن، وهددوا بخطوات تصعيدية في الأيام المقبلة، دعا ناشطون في صنعاء إلى التظاهر اليوم لوقف «انتهاكات الحوثيين والمطالبة بسحب مسلحيهم (اللجان الشعبية) من العاصمة والمحافظات التي سيطروا عليها». وقال القائد العسكري لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» قاسم الريمي في تسجيل بثه التنظيم أمس، إن المناطق التي سيطر عليها الحوثيون «لم تسقط وإنما سلمت إليهم من قبل السلطات تمهيداً لتسليمهم البلاد بأسرها بناء على رغبة أميركية». وتوعد الجماعة التي قال إنها أصبحت «البندقية الجديدة لأميركا» بهجمات جديدة ، مؤكداً أن «فاتورة الحساب طويلة وعما قريب سينقلب السحر على الساحر وستدفعون ثمناً غالياً». إلى ذلك، أكدت مصادر رسمية أمس، أن وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان كلف القيادي القريب من الحوثيين العميد عبدالرزاق المروني رئاسة أركان حرب قوات الأمن الخاصة، بعد يوم من انتفاضة عارمة قادها الجنود ضد قائد المعسكر اللواء محمد منصور الغدراء الذي استطاع المغادرة بحماية المسلحين الحوثيين. في غضون ذلك، دعت أحزاب تحالف «اللقاء المشترك» الحكومة الجديدة برئاسة بحاح إلى وقف الحروب والمواجهات في رداع وحذرت من خطر اندلاعها في مأرب بين الحوثيين ومسلحي القبائل، كما دانت «الاغتيالات والخطف ودهم المنازل خارج القانون». وطالبت أحزاب «المشترك» في بيان، الحكومة ب «وضع برنامج زمني لتنفيذ ما تضمنه اتفاق السلم والشراكة وسرعة تفعيل اللجنة الاقتصادية وقيام الأجهزة الأمنية بواجباتها ومهامها القانونية والدستورية في حفظ الأمن ووقف كل أشكال العنف والحروب في مختلف المحافظات»، كما وجه البيان دعوة إلى «جميع الأطراف الرسمية والشعبية للحيلولة دون نشوب حروب في محافظة مأرب، حيث يحتشد الحوثيون ورجال القبائل على أطرافها»، وأكد أن حدوث ذلك «سيترتب عليه أضرار جسيمة للمصالح الحيوية للبلاد، المتمثلة في الطاقة الكهربائية والنفط والغاز، وانعكاساتها على حياة الشعب اليمني». ومع دعوات للتظاهر اليوم في صنعاء ضد الوجود الحوثي المسلح أطلقها ناشطون وسياسيون، تصاعدت مطالب الفصائل الجنوبية في مدينة عدن (كبرى مدن الجنوب) وتظاهر الآلاف بعد أداء صلاة الجمعة لتأكيد مطالبتهم في الانفصال عن الشمال، كما نظموا مسيرة إلى مكتب الأممالمتحدة في المدينة وسلموه رسالة تتضمن مطالبهم.