قررت لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم منع جميع حكامها من الحديث والإدلاء بالتصريحات الإعلامية، جاء ذلك على لسان رئيسها عمر المهنا بعد نهاية اللقاء الشهري الرابع الذي أقيم أمس (الأربعاء) في القاعة الصغرى في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالرياض، الذي أكد رفضه إعطاء الأندية الفرصة للاستعانة بحكم أجنبي أكثر من ثلاث مرات، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن جزءاً كبيراً من الحكام لم يستلم مستحقاته خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. وأكد المهنا أن قرار منع الحكام من التصريحات لإبعادهم عن الضغوط الإعلامية والجماهيرية التي ظهرت حدتها وقوتها في الفترة الأخيرة، وأضاف: «حقيقة أعتذر إلى وسائل الإعلام كافة لهذا القرار الذي تم اتخاذه لأجل المصلحة العامة للحكام السعوديين في الفترة المقبلة، وذلك بعد أن لاحظنا السلبيات المترتبة على تصريحات الحكام الإعلامية، سواء إلى الإعلام المقروء أم المسموع أم الفضائي» وتابع: «من الأفضل إبعاد الحكام عن الإعلام للمحافظة عليهم وعدم تشويش أذهانهم أثناء قيادتهم المباريات في المرحلة المقبلة». وواصل: «أتمنى أن يكون هذا القرار جاء في الوقت المناسب، ويشهد الله أن هذا القرار ليس له علاقة بأحداث مباراة النصر والشباب الماضية، وأن يتم منع التصريحات الإعلامية أو حتى المداخلات الفضائية، ومتى ما رأينا أن هناك إيجابية في عودتها فإننا سنسمح لهم بها». متمنياً ألّا تفسر الأمور في غير محلها، مبدياً تقديره واحترامه للوسائل الإعلامية كافة، متمنياً أن يبادلوه هذا الاحترام. وحول أسباب تراجع مستويات الحكم السعودي هذا الموسم قال المهنا: «الحكام وكذلك نحن في اللجنة لنا أخطاؤنا ونعترف بها في كل لقاء شهري، لكن ليس في الصورة التي ظهرت وستظهر في الإعلام، وهذا الكلام أؤكده أكثر من مرة». وعن مطالبات بعض رؤساء الأندية ومنها الهلال والنصر والشباب برفع عدد حضور الحكام الأجانب في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، قال: «نحترم جميع وجهات النظر، وهناك من يطالب بأن يقود مبارياته في الدوري جميعها حكام أجانب، ولكن هؤلاء لا ينظرون إلى مصلحة التحكيم السعودي ولا يرون أن زيادة وجود الحكام الأجانب في الدوري السعودي سيكون عاملاً مؤثراً ومباشراً في مشاركات الحكام في آسيا» وزاد: «كيف يثق الاتحاد الدولي أو الآسيوي بحكامنا إذا لم يكونوا يحظون بالثقة في بلدانهم» مؤكداً أن الأخطاء تقع في كل مكان وأنهم يعترفون بالخطأ متى وقع. ورفض المهنا أن يمنح الفرق أحقية جلب حكام أجانب لأكثر من ثلاث مواجهات، وقال: «بكل صراحة لن أوافق على طلب الأندية زيادة العدد المحدد لإحضار الحكام الأجانب، وعدد ثلاث مباريات يعتبر كافياً، أما زيادة العدد فتعود إلى الإدارة، وإذا كان همنا مصلحة الحكم السعودي فثلاث مباريات لكل فريق يعتبر جيداً، وإذا كان همنا شيئاً آخر.. فلا تعليق». وعلق المهنا على مشاركة الحكام السعوديين في المباريات القارية والتي تقتصر على المواجهات الضعيفة، وقال: «كان لدينا حكم واحد في نخبة آسيا هو خليل جلال، لكن ولله الحمد لدينا الآن ثلاثة حكام وهم: مرعي العواجي وفهد المرداسي إضافة إلى جلال» وتابع: «إذا وفقنا في المستقبل القريب فسيكون لدينا خمسة، ومنهم محمد الهويش وتركي الخضير، ولكن للأسف لم يبرز هذا الأمر إعلامياً». ورد المهنا على الأحاديث التي تطرقت إلى اللجنة وقصورها في عملها ما أثر على عطاء الحكام الذين كثرت أخطاؤهم في الفترة الأخيرة، وقال: «نحن لم نقصر في عمل البرامج والدورات التي تأتي ضمن صميم الخطة العامة، وأنا مع من يذهب إلى أن عدد الأعضاء بالنسبة إلى اللجنة غير كاف، ولكن في النظام الأساسي للاتحاد السعودي عدد كل لجنة خمسة أعضاء فقط». وتطرق المهنا إلى مكافآت الحكام ومستحقاتهم المالية فقال: «بالنسبة إلى من يحكم في مباريات دوري عبداللطيف جميل فإنهم يتحصلون على مستحقاتهم المالية في شكل مباشر، لكن بعد القرار الجديد من اتحاد القدم لن يتسلموا مكافآتهم من الأندية وإنما من الاتحاد السعودي، ولكن سيكون لدينا موارد مالية سيتم من خلالها صرف هذه المبالغ، وهذا لدوري عبداللطيف جميل فقط» وزاد: «أما المسابقات الأخرى وتحديداً الناشئين والشباب وكأس الأمير فيصل بن فهد ودوري الدرجة الثانية ودوري ركاء فمتأخراتهم وصلت إلى ثلاثة مواسم لم يستلموها، وهذه ليست من ضمن الأسرار! والحلول موجودة بإذن الله من خلال دعم المقام السامي لإنهاء الديون والمتأخرات التي وصلت إلى 12 مليوناً».