أعلن منظمو مهرجان النيل للموسيقى في القاهرة، بدء النسخة الثالثة من اجتماعاته النيلية التي تتخذ من قرية «هرموبوليس الجديدة للتراث من أجل التنمية» مقراً للإقامة الموسيقية لأعضاء الفريق حتى 25 الشهر الجاري. وستقدم الموسيقى المؤلفة جماعياً بواسطة المشاركين خلال الإقامة في حفلتين في القاهرة (27 الجاري) والإسكندرية (28 الجاري) ليستمتع بها الجمهور ويتفاعل معها قبل بدء جولة موسيقية في الولاياتالمتحدة مطلع السنة المقبلة. ويشارك في المهرجان 13 من المغنين والعازفين، بينهم الفنانة المصرية دينا الوديدي وعازف العود محمد أبو ذكري وعازف الإيقاع هاني بدير، وعازف الكولة نادر الشاعر. اضافة الى الرواندية سوفيا نزيسينجا، والأثيوبي سلامنش زميني، وفنانين من بوروندي والسودان وأوغندا وكينيا. تأتي النسخة الثالثة من الاجتماعات النيلية للمشروع، بعد نجاح النسختين السابقتين في مدينتي أسوان المصرية وكمبالا الأوغندية. وأسفرت النسخة الأولى عن مؤلفات موسيقية للمشروع وقدمت في ألبوم للمجموعة باسم «أسوان». وأثرت النسخة الثانية للمشروع التي انطلقت من كمبالا أيضاً بعدد آخر من الأغنيات التي قدمها المشروع للجمهور من خلال جولة موسيقية ضمت خمسة بلدان أفريقية هي أثيوبيا وأوغندا وتنزانيا وكينيا ومصر. وتهدف موسيقى مشروع النيل الى تعريف الجمهور بأصوات وآلات من البلدان المجاورة على مجرى النهر لتعزيز الحوار بين ثقافات مختلفة وشحذ حماسة الناس وفضولهم تجاه بيئتهم وحضّهم على الانتماء إلى هذا الشريان الحيوي الرابط بينهم. وعلى مدار أسبوعين، يجمع مشروع النيل 14 موسيقياً من إثيوبيا وأوغندا والسودان وبوروندي وكينيا ورواندا ومصر في هذه الإقامة الموسيقية ليعملوا معاً صورة تشاركية على تأليف عدد من الأغاني والمقطوعات التي تتخذ من الغنى والتنوع الثقافي لموسيقى حوض النيل وآلاته وأصواته مصدراً للإلهام. وستقدم هذه الموسيقى والأغاني إلى الجمهور العالمي من خلال جولة المشروع في الولاياتالمتحدة، والتي يسعى المشروع من خلالها إلى توفير مساحة للحوار وإثراء الوعي حول قضايا النيل والقضايا المحلية للجمهور المتعلقة بالأخطار والتحديات التي تهدد استدامة النظم البيئية والاجتماعية والثقافية المحيطة بهم. كما يسعى المشروع لتحقيق هذا عن طريق مجموعة من ورش العمل تعتمد التشاركية، كمبدأ أساسي للحوار، كما هي الحال بالنسبة إلى الاجتماعات النيلية التي تنتج موسيقى المشروع. تمثل الموسيقى نقطة البداية والشرارة الأولى - كما يؤمن مؤسسو المشروع - لجذب انتباه الجمهور للمشاركة بعدئذ في هذه المحادثات المزمع إقامتها في كبرى الجامعات والمؤسسات الأميركية التي ستستضيف المشروع، مثل بيركلي وستانفورد وبرينستون ومركز لينكولن للفنون الأدائية. وستكون هذه الجولة المزمع إقامتها في الولاياتالمتحدة خلال الأيام الأولى من كانون الثاني (يناير) المقبل بمثابة منصة الإطلاق الرئيسية لبرامج مشروع النيل الجامعية التي تهدف إلى إلهام جيل جديد من أهل النيل القادرين على العمل لإشراك مجتمعاتهم وتحفيزها لجَبه التحديات المشتركة التي تواجه نظامهم البيئي الواحد. أسس مشروع النيل عام 2011 كل من مينا جرجس المتخصص في علوم الموسيقى الإثنية والمطربة الأثيوبية الأميركية ميكليت هاديرو، لمواجهة التحديات الثقافية والبيئية لمنطقة حوض النيل. ويهدف المشروع عن طريق الموسيقى والتعليم والبرامج المبتكرة، إلى دفع طلاب الجامعات للعمل معاً لتعزيز استدامة النظم البيئية والمجتمعية المحيطة بهم. وفي إطار من الشراكة الدائمة مع الجامعات المحلية، يقيم المشروع ورش عمل تفاعلية ويقدّم فرصاً لتثقيف الطلاب ومساعدتهم على اكتشاف أدوارهم الفريدة لتوفير مناخ أكثر استدامة لحوض نهر النيل.