قال نائب رئيس مجلس الترويج السياحي اليمني علوان سعيد الشيباني، إن الحادث الإرهابي الذي استهدف أخيراً مجمع وزارة الدفاع وسط صنعاء، وجّه ضربة قاصمة للسياحة اليمنية المتضرّرة أصلاً منذ أكثر من 10 سنوات. وأكّد الشيباني وهو رئيس مجلس إدارة «مجموعة العالمية»، الأكبر في النشاط السياحي في اليمن، في حديث إلى «الحياة»، أن السياحة لن تستعيد عافيتها إلا بعد سنوات وعندما تستقر أوضاع البلد أمنياً. وأضاف: «المناخ الملائم للسياحة غير متوافر بخلاف الفترة السابقة التي وصلت فيها مجموعات سياحية كبيرة لليمن من أوروبا وأميركا، كان يتراوح عددها أحياناً بين 160 و180 ألف سائح سنوياً، وتدفقات من السعودية ودول الخليج كانت تصل إلى أكثر من مليون سائح سنوياً». ولفت إلى أن السياحة اليمنية لم يتبق منها إلا ما يرد من الدول المجاورة وهم في الأصل يمنيون حصلوا على الجنسيات الخليجية والسعودية وبالتالي يعودون إلى ذويهم وأهاليهم وقراهم ليقضوا بعض الوقت معهم. وفي ردّ على سؤال عن أسباب عدم الاستفادة من المقومات السياحية التي يمتلكها اليمن، أجاب الشيباني: «هناك مقومات تاريخية وثقافية موجودة لدينا وجمال الطبيعة وتنوع المناخ وكرم الضيافة لدى الشعب اليمني، هذه كلها عوامل تشجع على اجتذاب السياح من الخارج، لكن للأسف الشديد نحن بحاجة إلى الأمن. إذا كان البلد غير مستقر من الناحية الأمنية فكل هذه العوامل التي تنشّط السياحة تفقد أهميتها، وهذا ما يحدث الآن». وتوقع تغيير أوضاع السياحة بعد مؤتمر الحوار الوطني مضيفاً: «لا نتوقع طفرة وإنما ستتغير الأمور بالتدريج وهذا هو المطلوب، وإذا ما حدث ذلك سيأتي المستثمرون إلى اليمن واليمنيون الموجودون في الداخل، وبعضهم يستثمر أمواله خارج البلد وسينقلها إلى الداخل». وعن الأضرار التي لحقت بقطاع السياحة، أفاد رئيس «مجموعة العالمية» بأن لا أرقام دقيقة ومحددة في الوقت الحاضر، لأنها متضاربة نتيجة ما حدث في عام 2011 إذ ضربت وزارة السياحة واستولى المسلّحون عليها وأتلف كثير من الملفات والوثائق التي كانت موجودة فيها. وبعد عام 2011 لم تكن هناك أي حركة سياحية فإدارة السياحة ليست في وضع جيد يشجعها على متابعة ما يحدث في البلد. وكشف أن مجموعته اضطرت إلى إغلاق منشآت سياحية بنتها خلال عقدين بسبب ظروف اليمن، إذ كان لديها استثمارات فندقية في محافظات صنعاء والمحويت ومأرب ومدينة سيئون بحضرموت وجزيرة سقطرى. وفي ما يتعلق بمؤتمر الحوار الوطني وقدرته على النهوض بقطاع السياحة والاستثمار، اعتبر الشيباني أن المؤتمر «يبحث عن مخرج عام لتطوير البلد ولكن في المستقبل، لكن الأمور ستأخذ مجراها على مدى سنوات محدّدة وسيعود الأمن وبالتالي سيبدأ الإقبال السياحي إلى البلد».