أعلن البنك الدولي أن إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية وقعت اتفاقاً لتقاسم موارد المياه يشمل بناء محطة تحلية على خليج العقبة وإجراء دراسة لمد خط أنابيب يربط البحر الأحمر بالبحر الميت. وينبئ الاتفاق بقرب اكتمال مشروع خط الأنابيب الذي طال انتظاره من البحر الأحمر إلى البحر الميت. وستقام محطة التحلية في ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر وتقوم بتحلية المياه ليتقاسمها الجيران. وستُرسل المياه الشديدة الملوحة الناتجة من عملية التحلية شمالاً في أنبوب طوله 180 كيلومتراً إلى البحر الميت. وبموجب الاتفاق الموقع ليل أول من أمس، تنوي إسرائيل إطلاق مزيد من المياه من بحيرة طبرية إلى الأردن وبيع المياه المحلاة إلى السلطة الفلسطينية. ويشكو الفلسطينيون منذ وقت طويل من القيود الإسرائيلية على بناء مرافق جديدة للمياه ويقولون إن ذلك سيؤدي إلى تفاقم نقص المياه. وتجمع وزراء من الحكومات الثلاث في مقر البنك الدولي في واشنطن لتوقيع الاتفاق. وقالت إنغر أندرسن، نائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان: «يسعدني أن المشاركة الطويلة الأجل من جانب البنك الدولي ساهمت في تسهيل هذه الخطوة التالية من جانب الحكومات الثلاث والتي ستعزز إمدادات المياه المتاحة وتساهم في توفير مياه جديدة من خلال عملية التحلية». ولم يذكر البنك الدولي تكلفة المشروع أو من سيدفعها. وجاء الاتفاق بعدما قرر البنك الدولي في كانون الثاني (يناير) أن من الممكن استخدام البحر الأحمر في إعادة تغذية البحر الميت الذي تتناقص مياهه وذلك بعد سنوات من الدراسة في شأن جدوى إقامة رابط كهذا. وأشار البنك الدولي إن المرحلة الحالية من الاتفاق محدودة وتهدف إلى توفير موارد مياه جديدة لمنطقة تعاني نقصاً حاداً في المياه وإتاحة الفرصة لدرس ما سيحدث حينما تُمزج مياه البحر الأحمر والبحر الميت. وبحسب الأطراف الثلاثة، ستُطلق عملية استدراج عروض دولية لكامل المشروع، بدءاً بمصنع التحلية في العقبة وإنشاء مجرى أول. ويتوقع إطلاق استدراج العروض اعتباراً من 2014 بحسب الوزير الإسرائيلي. «أصدقاء الأرض» وحذرت منظمات معنية بحماية البيئة من آثار سلبية محتملة لوصول مياه البحر الأحمر على المنظومة البيئية الهشة للبحر الميت. واتهمت منظمة «أصدقاء الأرض» البيئية شالوم بتضليل الرأي العام من خلال عدم الإعلان أن المشروع منفصل تماماً عن مشروع أكثر طموحاً يدرسه البنك الدولي. وأكدت المنظمة البيئية أن هذا المشروع للربط بين البحرين «ضخم ويطال بليوني متر مكعب من المياه التي تصب من البحر الأحمر في اتجاه البحر الميت، فضلاً عن إقامة منشآت للتحلية قرب البحر الميت وإنتاج الكهرباء بالطاقة المائية عبر استخدام الفرق في المستوى بين البحرين». وقال جدعون برومبورغ مدير الفرع الإسرائيلي من منظمة «أصدقاء الأرض» في الشرق الأوسط لوكالة فرانس برس أن الاتفاق ليس إلا «تبادلاً للمياه». «الجهاد الإسلامي» وحذّرت «حركة الجهاد الإسلامي» في فلسطين، من عواقب الاتفاق الثلاثي بين إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية لتنفيذ مشروع قناة البحرين، معتبرةً تلك الخطوة «تطبيعاً مباشراً مع الاحتلال الإسرائيلي». وقال الناطق باسم حركة الجهاد داوود شهاب في بيان إن «هذا الاتفاق يعطي تفويضاً للاحتلال الإسرائيلي بنهب ثرواتنا، ويعزز من سيطرته على الأرض». واعتبر شهاب أن هذا المشروع «كان حلم مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل»، لافتاً إلى أنه ذُكر في كتابه «الأرض الموعودة» الذي نشره عام 1902؛ حيث تحدث عن قناة لوصل البحر المتوسط بالبحر الميت. وقال شهاب إن «الاتفاق يصادر الحقوق المائية والسياسية الفلسطينيةوالأردنية على السواء».