استعادت قوات النظام السوري السيطرة على طريق حمص دمشق الدولي بعد إحرازها تقدماً جديداً على الأرض في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الاثنين، بأن «القوات النظامية سيطرت تقريباً على كامل مدينة النبك، وأن الاشتباكات مستمرة في بعض جيوب المقاومة التي يقاتل فيها مقاتلو الكتائب». وأشار إلى أن «القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على طريق حمص دمشق الدولي» الذي يمر بمحاذاة النبك، علماً أن الطريق ليست آمنة بعد. لكنه أوضح أن هذه الطريق لم تعد في المرمى المباشر للمقاتلين المعارضين. في المقابل، ذكر التلفزيون السوري الرسمي نقلاً عن مصدر عسكري أن قوات الجيش «بسطت سيطرتها على كامل مدينة النبك في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الدقيقة كان آخرها ليل (أول من) أمس وما زالت تلاحق فلول التنظيمات الإرهابية في المزارع المحيطة». وكتبت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات أن الجيش السوري قام «بتأمين مزارع ريما المحيطة بالنبك وصولاً إلى دير عطية ما يعني أن الطريق الدولي بات أيضاً آمناً ويتوقع إعادة فتحه خلال فترة قصيرة وفقاً للمعطيات العسكرية». وتقع بلدات النبك ودير عطية وقارة على خط واحد على الطريق السريع بين حمص ودمشق. وسيطرت قوات النظام على قارة في 19 تشرين الثاني (نوفمبر)، ثم طردت مقاتلي المعارضة من دير عطية التي تحصنوا فيها بعد انسحابهم من قارة. وتستكمل سيطرتها على النبك تمهيداً للانتقال إلى يبرود التي تعتبر المعقل الأخير المحصن المتبقي للمعارضة المسلحة في القلمون، إضافة إلى قرى ومواقع أخرى صغيرة. وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما أنها أساسية للنظام، لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة. على صعيد آخر، عانت سورية صباح أمس من انقطاع شبه تام في الاتصالات الهاتفية والإنترنت بسبب عطل طرأ على الكابل الضوئي. وأعلنت وزارة الاتصالات «توقف الاتصالات القطرية والدولية والإنترنت نتيجة عطل في الكابل الضوئي»، مشيرة إلى أن «ورش الصيانة تعمل على إصلاحه وإعادته إلى الخدمة في أقرب وقت ممكن». وليست المرة الأولى التي يسجل فيها مثل هذا الانقطاع منذ بدء النزاع في منتصف آذار (مارس) 2011، وتعود الاتصالات إجمالاً بعد ساعات أو يومين على الأكثر.